أرجع مواطنون في الدمام، استطلعت «الشرق» آراءهم، عزوفهم عن التصويت في الانتخابات البلدية إلى عدَّة أسباب تراوحت بين غياب الثقة بين الناخب والمرشح وعجز أعضاءٍ في المجالس السابقة عن الوفاء بوعودهم والانشغال بالأعمال، في وقتٍ تحدثت مديرة مركز انتخابي نسائي عن نظرةٍ مجتمعية سلبية تربط بين مشاركة المرأة والاختلاط. وأدلى يوسف الدوسري بصوته في الدورة الثانية من الانتخابات عام 2010، لكنه تغيَّب عن لجنته الانتخابية أمس، عازياً ذلك إلى شعوره بالإحباط والصدمة بعدما انتخب قبل 5 سنوات مرشحاً لم يفِ بوعوده بعد فوزه. وعبَّر يوسف بن خليل الزنان عن موقفٍ مماثل، عادَّاً أنه لم يلمَس من المجلس البلدي السابق ما يدفعه إلى التصويت في الدورة الثالثة. وقيَّم الزنان المجلس السابق بقوله «لم يقدِّم شيئاً للمواطن». وبدا الإقبال ضعيفاً أمس على المراكز الانتخابية في حاضرة الدمام. ورغم التوقعات بزيادة أعداد المصوِّتين كلما اقترب موعد إغلاق صناديق الاقتراع في الساعة الخامسة مساءً؛ لم ترصد «الشرق» فروقاً تُذكَر في الإقبال بين الفترتين الصباحية والمسائية. وأرجع بدر الشمري، وهو مصمم ألماس، عدم تصويته إلى «زحمة العمل» والرغبة في التمتُّع بالإجازة الأسبوعية. ولفت مواطن آخر لم يدلِ بصوته، ويُدعى نمشان النمشان «عقاري»، عن علاقةٍ بين ضعف الإقبال ومشاركة المرأة، معتبراً أن ترشح النساء ومشاركتهن كناخبات دفعا قطاعاً من المواطنين إلى العزوف عن الاقتراع. لكن مشهد العزوف لم يشمل جميع المراكز في الدمام. وأفادت مديرة مركز انتخابي نسائي في حي الجلوية بإدلاء 198 ناخبة بأصواتهن، واصفةً الرقم ب «الجيد» خصوصاً مع إتاحة الفرصة للمرة الأولى أمام المرأة للمشاركة ناخبةً ومرشحة. وأقرَّت المديرة ب «تخوف بعض الرجال، بل وحتى بعض النساء، من تصويت المرأة، على اعتبار أن التجربة جديدة على مجتمعنا ولم نألفها سابقاً». وأشارت إلى اعتقادها أن شريحة من المجتمع لا تتقبل وجود المرأة في المجالس البلدية ظنّاً منها أن مشاركتها تعني الاختلاط، داعيةً إلى «تشكُّل ثقافة مجتمعية جديدة مفادها أن دور النساء في المجتمع ومجالسه المختلفة لا يعني بالضرورة سفورها أو خروجها على الأعراف والتقاليد، فالمرأة السعودية محافظة بطبعها ولا تقبل الاختلاط، ولا ننسى أن الجهات المعنيَّة وفَّرت أماكن خاصة للنساء تفصلهن عن الرجال». ووفقاً لها؛ لا تبدو قواعد إعلان المرشحين الفائزين منصِفة للعنصر النسائي «إذ كان من الأنسب فصل المنافسة النسائية عن الرجالية، بحيث يفوز الرجل الأكثر حصولاً على الأصوات وكذا المرأة الأكثر حصولاً على الأصوات». وفي المركز رقم 296 التابع للدائرة الثانية في الدمام والواقع في حي الزهور؛ عدَّ المشرف، عبدالعزيز السلامة، الإقبال جيداً مقارنةً بمراكز أخرى «إذ تقدَّم إلينا حوالي 150 ناخباً من أصل 280 ناخباً مسجَّلين؛ للاختيار بين 19 مرشحاً بينهم 6 نساء».