وقَّع أكثر من 100 ألف شخص عريضةً لمنع أبرز المرشحين الجمهوريين للرئاسة الأمريكية، دونالد ترامب، من دخول بريطانيا بعد دعوته إلى عدم استقبال المسلمين في الولاياتالمتحدة، في وقتٍ قرر رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، عقدٍ لقاءٍ مع ترامب في أواخر الشهر الجاري. ودعا الموقِّعون على عريضةٍ نُشِرَت مساء أمس الأول على الموقع الإلكتروني للحكومة البريطانية إلى «منع دخول الأشخاص المحرضين على الكراهية». وجاء فيها أن «المملكة المتحدة منعت دخول عديد من الأشخاص بسبب خطاب الكراهية، وينبغي تطبيق المبادئ نفسها على كل من يرغب في الدخول إليها». واعتبرت العريضة، التي نشرتها الناشطة الإسكتلندية سوزان كيلي، أنه «إذا قررت المملكة المتحدة الاستمرار في تطبيق معايير السلوك غير المقبول لأولئك الذين يرغبون في دخول حدودها، فيجب أن تُطبَّق على الأغنياء كما الفقراء، والضعفاء كما الأقوياء». وبلغ عدد الموقِّعين 100 ألف شخص، ما سيتيح مناقشة مطلبهم أمام البرلمان البريطاني بغرفتيه «العموم واللوردات»، فيما باتت الحكومة مُلزَمة بإصدار رد رسمي بعدما تعدَّى عدد الموقِّعين 10 آلاف. ووقع 6 نواب أيضاً على اقتراحٍ في مجلس العموم قدَّمه عضو حزب العمال، عمران حسين، يدعو الحكومة إلى «رفض تأشيرة تسمح لدونالد ترامب بزيارة المملكة المتحدة حتى يسحب تصريحاته». ووصف حسين هذه التصريحات ب «مثيرة للانقسام» و«تحرِّض على التمييز والكراهية». وكان ترامب، وهو ملياردير وقطب في العقارات يبلغ 69 عاماً، اقترح الثلاثاء غلق الحدود الأمريكية أمام المسلمين «حتى نصبح قادرين على تحديد هذه المشكلة وفهمها». ودافع في وقتٍ لاحقٍ عن تصريحاته عبر شبكة «إم إس إن بي سي» قائلاً إن «هناك قطاعات متطرفة في باريس (…) ترفض الشرطة دخولها». وأِشار إلى «أماكن في لندن (…) متطرفة إلى درجة أن عناصر الشرطة يخشون على حياتهم». في المقابل؛ وصف رئيس بلدية لندن، بوريس جونسون، تعليقات الملياردير الأمريكي ب «الهراء الكامل»، في حين اعتبر متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، تصريحَ المرشح الجمهوري «سيئاً وغير مجدٍ ومن شأنه أن يزرع الشقاق». وقع 17 ألف شخص على عريضة أخرى أطلقتها كيلي تدعو جامعة روبرت غوردون في مدينة أبردين الإسكتلندية إلى تجريد ترامب من دكتوراة فخرية منحته إياها في عام 2010. وفي القدسالمحتلة؛ أعلن مسؤول إسرائيلي أن رئيس وزراء دولة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، سيستقبل ترامب في 28 ديسمبر الجاري، رغم الجدل الذي أثارته تصريحاته حيال المسلمين. وأفاد المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، ب «تحديد موعد اللقاء منذ أسبوعين» أي قبل الجدل القائم، متابعاً أن نتنياهو سيلتقي جميع المرشحين للرئاسة الأمريكية إلى أي حزبٍ انتموا «من الذين يأتون إلى إسرائيل ويعربون عن رغبتهم في ذلك». ووفق الإحصاءات الرسمية؛ يبلغ عدد المسلمين في إسرائيل أكثر من مليون نسمة من أصل 8 ملايين. وكان نتنياهو نفسه أثار جدلاً في تصريحاتٍ تناولت عرب مناطق ال 48 في يوم الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية في 17 مارس الماضي. وأشار حينها إلى الناخبين العرب «الذين توجهوا بشكل جماعي إلى مراكز الاقتراع في حافلات استأجرها خصومه لإسقاط حكومة اليمين». لكنه أعلن لاحقاً عن أسفه لتلك التصريحات. بدورها؛ عبَّرت بكين عن انتقادٍ حذر وغير مباشر لتصريحات ترامب حول منع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة. واعتبرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، ما قاله المرشح الجمهوري شأناً داخلياً يخصُّ الولاياتالمتحدة و»لا يمكن التعليق على الشؤون الداخلية الأمريكية». لكنها وصفت موقف بلادها ب «واضح للغاية» بالنسبة للقضية التي أثارها المرشح. وأكدت «نعارض كل أشكال الإرهاب، ونرى أن على المجتمع الدولي بذل جهدٍ مشتركٍ لمحاربتها، وفي الوقت نفسه نعارض دوماً ربط الإرهاب بأي جماعة عرقية أو دينٍ بعينه». ويعيش في الصين عددٌ كبيرٌ من المسلمين يصل إلى نحو 20 مليون شخص بينهم أبناء عرق «الإيغور» في منطقة شينجيانغ في أقصى غرب البلاد، حيث تقول الحكومة إنها تتصدى لمتشددين. في غضون ذلك؛ صوَّت مسؤولو المقاطعات في مدينة لوس أنجلوس الأمريكية لصالح استقبال لاجئين هاربين من الاضطهاد بما في ذلك أولئك الآتين من سوريا. وصوتت هيئة المشرفين على المقاطعات في المدينة ب 3 أصوات مقابل اثنين لصالح موقفٍ رمزيّ باستقبال لاجئين سوريين هاربين من الأزمة الإنسانية «التي يمكن القول إنها الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية». والأصوات الثلاثة الداعمة كانت من ديمقراطيين، أما الصوتان المعارضان فكانا من جمهوريين، فيما امتنع شخص واحد عن التصويت. وفي أعقاب الهجمات الدامية التي ضربت باريس الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 130 شخصاً؛ أعلنت أكثر من 25 ولاية أمريكية من أصل 50 رفضها استقبال لاجئين من سوريا. والأسبوع الماضي؛ قُتِلَ 14 شخصاً وأصيب 21 بجروح في ولاية كاليفورنيا في هجومٍ قام به سيد فاروق (28 عاماً) وزوجته الباكستانية المولد تاشفين مالك (29 عاماً). لكن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، دعا مواطنيه إلى عدم التفرقة على أساس ديني، معتبراً تصريحات ترامب متعارضةً مع قيم الولاياتالمتحدة.