دعا أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، الصحفيين والإعلاميين إلى التمسك بالمصداقية في طرحِ الأخبار والتقارير وعدم الانسياق وراء الأخبار المغلوطة التي تستهدف إثارة الرأي العام، في وقتٍ عبَّر رئيسا تحرير «الشرق» و«اليوم» عن تقديرِهما لما يقدِّمه الأمير للعاملين في المهنة من دعمٍ مستمر، واعتبراه امتداداً لنهج قيادات المملكة منذ تأسيسها. وكرَّم الأمير سعود بن نايف، خلال مجلسه الأسبوعي «الإثنينية» الذي عقده مساء أمس الأول في مقر الإمارة، رئيس تحرير صحيفة «الجزيرة»، خالد المالك، لحصوله على جائزة البحر المتوسط للصحافة والإبداع لعام 2015. وحضر «الإثنينية» مديرو الدوائر الحكومية ورجال الأعمال، ورئيس تحرير صحيفة «الشرق»، خالد بوعلي، ورئيس تحرير صحيفة «اليوم»، عبدالوهاب الفايز، وعددٌ من الإعلاميين الذين يمثِّلون الصحف في المنطقة الشرقية. وبات رئيس تحرير «الجزيرة» أول صحفي عربي يحوز جائزة البحر المتوسط للصحافة والإبداع، التي نُظِّمَت نسختها الأخيرة في إيطاليا بمشاركة 40 متنافساً. وعدَّ المالك هذه الجائزة العالمية تعبيراً عن مصداقية الصحفي السعودي وتناولِه المواضيع التي تهمّ القارئ وتؤثِّر في الرأي العام، ملاحظاً أن الصحافة لا تزال الواجهة المشرقة للإعلام السعودي عبر تمسكها بمصداقيتها رغم ما تواجهه من تحدياتٍ أمام عددٍ من وسائل الإعلام العالمية. وشكر المالك الأمير سعود بن نايف على التكريم، وقال في كلمته «لقد أشعرتموني يا صاحب السمو بتواضعكم، إن هذا التكريم هو شرفٌ وفخرٌ اعتزُّ به رغم مُضيّ نصف قرن على عملي في مهنة الصحافة منذ بدأت محرراً في صحيفة الجزيرة وحتى تقلَّدت المناصب إلى أن وصلت إلى رئيس تحرير الصحيفة». وأضاف «هذا التكريم يعدٌ وساماً يعتز به ليس لخالد المالك وحده وإنما بقية زملائي الصحفيين في المملكة»، مشيراً في كلمته إلى التطورات التي عاصَرها منذ عهد الملك سعود – رحمه الله- إلى عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وكيف كانت المملكة قبل 50 عاماً، وما شهِدته من نهضةٍ عمرانيةٍ وصولاً إلى ما نحن عليه الآن من تطورٍ ونماءٍ في كافة المجالات العمرانية والتكنولوجية. واستذكر المالك أحد المواقف التي جمعته بالأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله- عندما طلب منه العودة إلى الركض في مضمار الصحافة من بوابة صحيفة «الجزيرة» بعد توقفٍ دام أكثر من عامين، وقال «الأمير نايف – رحمه الله – التقاني شخصياً عندما توقفت عن العمل في الجزيرة لأسبابٍ كانت تمرُّ بها، وطلب مني وقتها العودة إلى ممارسة مهنتي لإبراز دور المملكة عبر الإعلام المقروء». وخلال «الإثنينية»؛ وصف تحرير جريدة «اليوم»، عبدالوهاب الفايز، المالك بأنه أحد روَّاد الإعلام السعودي، إذ تميَّزت مسيرته بالجرأة في تقديم الصحفيين والكُتَّاب والدفع بهم في مهنة صعبة؛ وباستقطاب الكتاب وتقديمهم في الواجهات الوطنية. وأشار الفايز، في كلمته، إلى دور المالك في إدارة المشاريع الإعلامية، ومنها تأسيس الشركة الوطنية للتوزيع قبل 25 عاماً، ما كان له الأثر الإيجابي الكبير في انتشار الصحف السعودية في مختلف المناطق، حيث وصلت إلى المناطق والقرى النائية وأثَّرت بالإيجاب اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً عندما كانت المصدر الرئيس للتواصل مع الرأي العام. إلى ذلك؛ نوَّه رئيس تحرير «اليوم» باستمرار نهج الدولة الداعم والمؤازر للإعلاميين في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، مبيِّناً أن الملك ظلَّ الزميل والصديق والمتابع لكل أحوال وأوضاع الإعلاميين وقادة الرأي داخل البلاد وخارجها. وأوضح الفايز أن الذاكرة الوطنية تحفظ لملوك البلاد وضعهم تكريم قادة الفكر والأدب والرأي ضمن الأسس التي يقوم عليها عمل الدولة وفي مقدمة اهتماماتهم الشخصية، متابِعاً «وهذا ليس ترفاً سياسياً، بل لأننا مجتمعٌ ينمو ويتطوَّر ويحتاج إلى إسهام قادة الفكر والرأي .. ومِن هذا التصوُّر الوطني؛ ظل الإعلام السعودي يتمتع بالمساحة الواسعة لطرح الآراء الناقدة والمقوِّمة لأداء مؤسسات الدولة، وتحت هذه المظلَّة الواسعة تحدث الاجتهادات والتَّجاوزات التي تقابلها الدولة بالحِلم والعفو وحُسن النِّية». ووصف الفايز المجلس الأسبوعي «الإثنينية» بأنه تحوَّل إلى ملتقى وطني ثابت يحظى بكل الاهتمام والعناية من الأمير سعود بن نايف. واعتبر تجدُّد اللقاء بالأسرة الإعلامية في الشرقية تأكيداً لأهمية الإعلام وصناعة الفكر والرأي لدى الأمير. وقال «استمرار هذا الاهتمام يا سمو الأمير يُفرِحُنا ويُسعِدُنا، لأنه يؤكد لنا أن قيادات بلادنا ما زالت ثابتة وملتزمة بالنهج الذي وضعه الملك عبدالعزيز – يرحمه الله- حيث أعطى أهل الحل والعقد ورجال الفكر والأدب والإعلام كل الاهتمام والعناية والتقدير». وأضاف «استمرارنا جميعاً بالالتزام والوفاء والعناية بكل الثوابت والأدبياتِ التي وضعها الملك عبدالعزيز، يا سموَّ الأمير، يُفرِحُنا لأنه يعمِّق مسيرة الوحدة الوطنية»، معتبراً أن هذه الحقبة المضطربة، حيث الأحداث الجسام حولنا؛ توجِب علينا التمسك بكل ما يؤدي إلى وحدة بلادنا واستقرارها مهما كان الثمن والتضحيات. بدوره؛ وصف رئيس تحرير «الشرق»، خالد بوعلي، استقبال الأمير سعود بن نايف للإعلاميين في مجلسه الأسبوعي ب «ليلة شرف كبير» وب «ليلة كريمة بين يدي رجل كبير»، وعدَّها أيضاً ليلةً من ليالي المسؤولية وتعبيراً عن الشراكة بين القيادة الواعية وأبناء مهنةٍ مهمةٍ تشرَّفوا بخدمة وطنهم الكبير. وأكد أن «في هذا الحضور المهني الذي أراده سموكم الكريم؛ نستحضر كثيراً من الحقائق التي ما زالت ماثلةً في مسيرة الإعلام السعودي بكل مراحلِ تشكُّله وتكوُّنه وتطوُّره على مدى عقودٍ طويلة». وأضاف «نستذكر حضور المسؤول في بناء قيم المهنة على المستوى الوطني، ومن ذلك مفهوم ميثاق الشرف الإعلامي الذي تبلور في عهد خادم الحرمين الشريفين، الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، – رحمه الله – من خلال المجلس الأعلى للإعلام الذي ترأسه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، – رحمه الله- ، علاوةً على الريادة الحكومية الواضحة في دعم الإعلام السعودي العام والخاص بقيادةٍ كريمةٍ من سيدي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، وولي العهد، وولي ولي العهد، حفظهما الله، ليكون جزءاً من المنظومات المؤسساتية السعودية الفاعلة في بناء الوعي الوطني». وعدَّ رئيس تحرير «الشرق» ليلة استضافة الإعلاميين في «الإثنينية» نقطة تقاربٍ وتحاورٍ، كما أرادها الأمير، على الأسس القوية التي قامت عليها قيم المملكة منذ الأيام الأولى للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، – طيَّب الله ثراه – واستمرت على نهجه القيادة السعودية المخلصة لدينها ووطنها وشعبها؛ لتكون جامعةً بوعي واقتدار للخطوط العريضة للسياسة الإعلامية المتزنة والنبيهة والمسؤولة. واستذكر بوعلي في السياق نفسه القرب الحميم لقيادات المملكة من العاملين في الإعلام، بوصفهم مواطنين مسؤولين عمَّا يمارسونه من عملٍ وما يقدمونه من رسالة. ورأى أن «هذا الجمع الخيِّر، وهذه الليلة، واحدٌ من دلالات هذا القرب الذي يجتمع فيه المسؤول بالعاملين في الإعلام ليتحاوروا على النحو اللائق والمشرِّف والواعي». وزاد «إنه القرب الذي عرفناه ووعينا أبعاده الإيجابية المنعكسة على المهنة انعكاساً طيباً، إنه القرب الذي يتجدّد فيه شعور الإعلامي بأن مهنته محطّ إجلال وإكرام من لدن المسؤول، وليس أدلَّ على ذلك حضور الزميل الأستاذ خالد المالك، رئيس تحرير الزميلة صحيفة الجزيرة، عميد الصحافيين السعوديين، مُكرَّماً من لدن سموِّكم، ليمثِّلنا بصفته واحداً من القامات الإعلامية السعودية التي خرَّجت كثيرين في ميدان الصحافة الوطنية، ساهم بعضهم ممَّن تخرجوا على يديه في تدويل الصحافة العربية ونقلها إلى العالمية». ولفت بوعلي في كلمته إلى رسالة واضحة يقرأُها الإعلاميون في هذا الحضور المهني، وهي رسالة انطوت على مضامين المسؤولية المهنية على المستوى الأخلاقي والوطني والاجتماعي، منوِّهاً بتلقِّي الإعلاميين الدعم والرعاية من سمو الأمير سعود بن نايف منذ سنواتٍ عديدة.