عبّر عدد من سفراء التفوق الذين حصلوا على جائزة الإدارة العامة للتعليم في المنطقة الشرقية في أكثر من دورة خلال مسيرتهم الدراسية عن مشاعرهم الجياشة بهذا الإنجاز الذي لم يكن ليأتي لولا الدعم السخي والاهتمام بالطلاب من قبل حكومتنا الرشيدة -أعزها الله- وأولياء أمورهم ومعلميهم، مؤكدين طموحاتهم الجادة صوب التفوق والتميز وبلوغ أعلى الدرجات، والعمل على خدمة الوطن مستقبلاً. «الشرق» التقت عدداً من سفراء التميز الذين حصدوا الجائزة أكثر من مرة.. في البداية أكد الطالب سعود الشبيبي، الذي يدرس في ثانوية الجامعة الأهلية بالمنطقة، أن الجائزة مطلب ثمين لكل طالب كما أنها من أهم الدوافع التي يَستَمِد منها القوة والاجتهاد والمثابرة وتدفعه لزيادة مستوى تعليمه وفهمه للأشياء حتى يستطيع المساهمة في نفع دينه ومليكه ووطنه، منوهاً بأن وقوف أسرته ومعلميه إلى جانبه بعد الله، كان له الأثر الكبير على حياته وتفوقه، مشيراً في الوقت نفسه إلى حصوله مرتين على الجائزة، مؤكداً أنه سيكون سفيراً لنشر ثقافة التفوق بين زملائه وإسداء النصح لهم ليكونوا منافسين على خطى التفوق. كما شاركه في ذلك الطالب صالح الدوسري، من ثانوية تحفيظ القرآن الكريم في الخبر، وهو أحد الطلاب الذين ينالون جائزة التفوق للمرة الثالثة على التوالي، مشيراً إلى أن مسيرته في التفوق بدأت بتوفيق الله والاستعانة به، لافتاً إلى أنه في البداية لم يكن يتوقع الحصول على الجائزة، ولكن كان الطموح حاضراً عنده مع الجد والاجتهاد، منوهاً بأن والديه بلا شك هما أكثر محفِّز وكذلك بعض الأقارب والمعلمين. كما أكد الدوسري، أن حصوله على هذه الجوائز سيكون له دافعاً للسعي والتحدي بالفوز في جوائز أخرى، داعياً كافة زملائه للتفوق خصوصاً أن ذلك لن يأتي إلا بالجد والاجتهاد، ولا بد فيه من التعب حتى تُرَى الثمرة بإذن الله. وبيّن الطالب فوزان الفوزان، الذي يدرس في الصف الثاني بمتوسطة الحصان الأهلية أنه فاز بالجائزة خلال مسيرته الدراسية ثلاث مرات ويطمح إلى الاستمرار في ذلك، منوهاً بأن فوزه بالجائزة للمرة الأولى هو حجر الزاوية الذي دفعه مراراً للسعي وراء التفوق والاجتهاد. وحول نشر ثقافة التفوق بين أوساط زملائه، يقول الفوزان: أقول لزملائي الطلاب عليكم أولاً برضا الله ثم رضا الوالدين فهذا أكبر سبب لنيل الدرجات العليا في الآخرة قبل الدنيا، وثانياً أقول لهم: على من يريد الدرجات العليا الجد والاجتهاد؛ فمن طلب العلا سهر الليالي. وفي السياق نفسه، يقول الطالب سامي النباط، الذي يدرس في الصف الأول بثانوية التطوير الأهلية، إن الاجتهاد والعمل والمثابرة والرغبة في التميز إلى جانب دعم ودعاء الوالدين ووقوف وكيل المدرسة وطاقم المعلمين معه، كان له الأثر الحقيقي في نيله الجائزة أربع مرات في مسيرته الدراسية، مثمناً لسمو أمير المنطقة الشرقية وقوفه الأبوي مع أبنائه الطلاب خصوصاً المتفوقين منهم، حيث يكفيهم شرفاً الوقوف عند سموه على منصة التكريم. كما قال الطالب محمد الملحم، الذي يدرس في الصف الثالث بمتوسطة سعود بن جلوي في الدمام، وفاز بالجائزة مرتين على التوالي ويسجل الآن الفوز للمرة الثالثة، إن الحياة تحتوي على عدة مراحل تجعل الإنسان يتفكر في ذاته، ويعيش معها أوقاتاً يتساءل فيها عن إنجازاته وطموحاته، ولعل هذه الوقفات مفتاح التغيير، إذ يتوجب على الإنسان الرقي بذاته والبحث عن الأفضل دوماً في سبيل خدمة الدين والوطن والمجتمع، ولذلك لابد من إنشاء منظومة وخطط تدريجية للوصول إلى المبتغى الهادف، الذي ساعده في الحصول على الجائزة. وقال الملحم «الحمد لله الذي منَّ عليَّ بالفكر، والرزانة، والعلم، وكل ما يحتاجه طالب العلا»، حيث منّ الله عليه بتلك التربية التي ظلت نبراساً في حياته، التي ما كانت لتوجد لولا توفيق الله، ثم دعاء ودعم والديه، اللذين كانا خير عون له في حياته، فقد وفَّرا له كل سبل التفوق والإنجاز، وكذلك وقفة معلميه الأفاضل الذين يسَّروا جهد المادة وأعانوا على فهمها وترسيخها في العقول. وناشد الملحم زملاءه «أن يستعينوا بالله ولا يعجزوا وأن يعلموا أن الطريق ميسر لهم إذا أعطوه حقه من الوقت والجدية، وأن لا يجعلوا من العوائق حاجزاً مانعاً يعمل على توقفهم عن التفوق باعتبارهم الاستثمار الجلي للمستقبل الباهر الذي سيعمل على تطوير العلم، والوطن والفكر».