أكد حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم على لسان القيادي أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية في حديثه ل «الشرق» ترحيب السودان باستضافة حركة المقاومة الإسلامية حماس فيحال طلبها ذلك. وقال عمر حتى الآن حماس لم تطلب استضافة أي من كوادرها في السودان، والحديث مازال افتراضيا. وترددت أنباء رفض الخرطوم استضافة مشعل بعد اعتزامه نقل مقر إقامته من العاصمة السورية دمشق، واعتذار عدد من العواصم العربية لاستضافته. السودان يرحب بمشعل قال رئيس القطاع السياسي للحزب قطبي المهدي للصحفيين إن السودان مفتوح تماما لخالد مشعل والإخوة الفلسطينيين جميعا. ولم يستبعد قطبي وقوف الولاياتالمتحدة وإسرائيل خلف ما تردد، وعلق بأن هناك كثيرا من الأجهزة الإعلامية مشبوهة وتتعامل مع أعداء الأمة الإسلامية والعربية، مشيرا إلى أن السودان ظل يستقبل خالد مشعل في كل زياراته للخرطوم وجدد التزامهم التام تجاه القضية الفلسطينية واعتبر ما رشح عن رفضهم استضافته مجرد كذب. وكانت بعض وسائل الإعلام أوردت أن الخرطوم رفضت استضافة مشعل بحجة أنها لن تتمكن من توفير الحماية له، وأنها تتخوف من استمرار إقامته على أرضها، لاسيما بعد رفض عمان والقاهرة استضافته. صعوبات في استضافة مشعل قال الخبير الأمني العميد حسن بيومي في حديث ل «الشرق» رداً علي سؤال قبول السودان استضافة خالد مشعل، وعما إذا كان في مقدوره توفير الحماية الأمنية لمشعل خاصة وأن قيادات الصف الأول في حماس مستهدفة من قبل إسرائيل خاصة بعد اغتيال المبحوح في دبي على أيدي الموساد الإسرائيلي، ومن جانب آخر مدى تداعيات استضافة قيادات حماس في علاقات السودان الدولية خاصة مع الغرب علي خلفية اتهام السودان بتسليح المقاومة الفلسطينية، قال بيومي إن العملية تواجه صعوبة وتحتاج إلى قرار سياسي كبير جداً وليس هو بالعملية الطبيعية ويحتاج لتناول كل الجهات والقيادات السياسية العليا لأن الإقامة توجد فيها مسائل ذات أبعاد سياسة مالية وقانونية، أيضاً تحتاج إلى قرار شجاع لتحمل هذه المسؤولية. لا جديد على موقف الحكومة قال بشير آدم رحمة أمين أمانة العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر الشعبي ل «الشرق» إن جماعة حماس كانوا موجودين في السودان وبعضهم ذهب لليمن وسوريا، وأن حديث الوزير برئاسة الجمهورية أمين حسن عمر حديث علاقات عامة، وأن سياسة الحكومة لم تتغير في عدم إيوائها كوادر حركة حماس. صحيح أن الحكومة تستقبل قيادات حماس مثل ما هو حال بقية الدول العربية. أما مسألة استقرار قيادات حماس فأستبعد ذلك. وفي تقديري أن قيادات حماس ليست في حاجة للخروج خارج الحدود الفلسطينية خاصة بعض تصدع أنظمة الحكم في ما يسمي بمنظومة دول الممانعة وإن كانت تسمية لا تدل علي مسمى لأنها لم تطلق رصاصة واحدة منذ سنوات طويلة. أعتقد أن كوادر حماس يمكنهم الإقامة داخل الأرضي الفلسطينية خاصة بعد المصالحة الوطنية التي تمت بين حركتي حماس وفتح. وأضاف أن مصر تعتبر الأنسب بحكم الجوار . أما في ما يتعلق باتهام السودان بالإرهاب لاستضافته كوادر من حركة حماس فإن ذلك ليس صحيحا لأن السودان الآن يتعاون أمنيا مع الغرب، وأن أمريكا هي الحامي الأول لنظام الحكم في الخرطوم. ومن جهه أخرى فواشنطن ترغب في استقرار الأوضاع في دولة جنوب السودان وأن السودان يعتبر عنصرا مهما في استقرار الجنوب وبالتالي فالولاياتالمتحدة تعتبر الخرطوم حليفا استراتيجيا لأن حكومة المؤتمر الوطني هي أكثر الحكومات إطاعة لأمريكا. وأن القوة العالمية الآن في حاجة ملحة للخرطوم في خلق نوع من التوازن الإقليمي خاصة بعد سقوط نظامي مصر وليبيا لتحجيم الحركات المسلحة. وإذا استخدمت واشنطن والغرب تهمة الإرهاب في حق الخرطوم فهذا ليس سوى فزاعة، والحركات الإسلامية التي كان يطلقون عليها سابقا إرهابيين أصبحوا الآن حكاما، والآن الغرب لا يخشى الحركات الإسلامية لأنه اعتاد عليها وأصبحت مدجنة. وأن مسألة الإرهاب لا تنطبق علي السودان.