الأمطار الموسمية تأتي كل عام حسب فصول السنة وهناك بعض الدول التي يهطل فيها المطر يومياً لأشهر دون أن تتعثر أمور الحياة «ما يغرقوا في شبر مية»، من خلال معاصرتي للتجربة الكندية على مدى سنوات ابتعاثي، حالات الغرق لا تكاد تكون موجودة بالمقارنة مع ما يحدث الآن في الإسكندرية، وبغداد وعمان الأردن وحفر الباطن. سأخذ الحدث الأقرب لمقارنته بتلك المدن ونفس التوقيت، قبل أسبوعين في تورنتو استمر هطول المطر أكثر من 12 ساعة بمعدل %90 مع تحذيرات بعدم الاقتراب من البحيرة لأن منسوب الماء سيرتفع الذي قد يغطي المساحات المحاذية له، لكنه يوم طبيعي لدى الكنديين لا يوجد ما يستدعي إيقاف المدارس ولا الجامعات وأيضاً كل المواصلات تعمل بشكل كامل وكأنه يوم مشمس يقضي الجميع وقته وحاجته دون الخوف ودون أن تتعطل الحياة كاملة. كندا كما يعلم الجميع أن اقتصادها لا يقوم على البترول ولكن اقتصادها قائم على الضريبة التي تختلف حسب الولايات وأيضاً على الزراعة ولا نغفل الاستثمارات الأجنبية التي تدر عائداً على خزينتها وهجرة رؤوس الأموال إليها وكل ذلك لا يمكن أن يكون في مستوى دول نفطية. البنية التحتية لكندا قوية جداً لدرجة أنه في عام 2013 حدث فيضان في الخط السريع لكن هذه المياه خلال 6 ساعات لم تكن موجودة. الأسفلت في كندا ليس مصنوعاً من إسفنج يتشرب مياه المطر، ولكن هناك بنية تحتية قوية لكل الظروف، الأمانة في المصروفات تظهر للعيان، حين تجد الكندي لا يتذمر من الضريبة أو من رفع أسعار «بطاقات المترو» فيعلم أن الخدمات أفضل مما يتوقع. دول نفطية لابد أن يكون لديها إمكانات أعلى في العمل على وجود شبكات تصريف مياه الأمطار عوضا عن دفع مبالغ التعويضات الفردية وإصلاح التلفيات. التي في مجموعها قد تغطي تكاليف إعمار بنى تحتية جديدة. الكمال هو حالة غير موجودة في أي مؤسسة أو أي كيان حتى في كندا التي ضربتها كمثال لابد أن تكون هناك أخطاء أو عيوب أخرى في مجالات أخرى، المناقصات التي ترسي على شركات كبرى ثم تلقيها وتحملها لشركات تحت الباطن أحد أسباب فشل الصرف الصحي في عالمنا، لا مانع من إعطاء المناقصة لكندا أو جعل المناقصات للشركات التي تميزت في دولها في تصريف مياه الأمطار وهي رؤيتي كناجية سابقة من الغرق في سيولجدة 2011م.