اقترح الكاتب فهد الشريف تخصيص جائزة في العمل الإعلامي باسم الدكتور عبدالله مناع تقديرا لمساهمته في الحركة الثقافية والإعلامية، معتبرا المناع من الجيل الثاني بعد جيل التأسيس الذي يعتبر جيل الريادة والتنوير المنادي بقيم المجتمع المدني، والمؤثر في ساحتنا الفكرية، والمناع قامة فكرية مثل: العواد، وعبدالله عبد الجبار، وحمد الجاسر . جاء ذلك في الندوة الحوارية في حفل التوقيع التي رعتها جمعية الثقافة والفنون احتفاء بكتاب الدكتور عبدالله مناع «تاريخ ما لم يؤرخ .. جدة الإنسان والمكان»، مساء الأحد في بيت الطيبات بجدة. وأوضح الشريف أن القراءة التحليلية لمكونات فكر ( المناع ) تنقسم إلى ثلاثة مكونات هي: (الحرية، والثقافة، والفن). مضيفا “أن الحرية تعبير عن ضمير الإنسان وعن موقف المثقف والضمير الإنساني الذي تستحضره الشعوب وتبحث عنه. وأما الثقافة أو الفكر فهو عقل الإنسان يعبر عن تلك الرحلة التاريخية للثقافات والحضارات الإنسانية وهو المنهج الذي يقود صاحبه إلى الرؤية والتفكير. والفن هو وجدان الإنسان يرمز إلى الوجدان الإنساني وجدان الأمة الذي يسكنها ، ومن خلاله نستلهم الجمال والطبيعة والأشياء كروافد نسترفدها للمحصول الفكري، والتحاور مع الكون بحساسية الفنان المبدع”. وقال الدكتور عبدالله مناع بهذه المناسبة : مازالت تسحرني حتى هذه اللحظة فكرة إقامة حفل للتوقيع على كتاب جديد التي رأيتها وعشتها لأول مرة في القصر الكبير أو “الجراند بالية ” في شارع الشانزليزية في باريس، حيث تم التوقيع على كتاب الدكتور جان بول روو :( الفنون الإسلامية ) وسط حشد من الكتاب والأدباء والمثقفين هناك. واستشهد مناع بمقولة أرسطو عندما قال إن “الشجاعة .. هي الوسط الذهبي بين رذيلتي: الجبن والتهور”، مشيرا إلى أن الكتاب في مجمله لا يقع في تلك المنطقة الذهبية، ف “موضوعه” ليس بحاجة إلى التهور تحقيقاً ل “شجاعة” كاتبه ، ولا إلى الاحتماء ب “الجبن” طلباً لنجاته. وأضاف مناع “الكتاب في أعلى تجلياته، كأنه رحلة ل “جوال” شاب، يحمل قلباً من طين (جدته)، وعلى ملابسه ندى صباحاتها ورطوبة مساءتها، وبين يديه قلم.. وعلى كتفه (كاميرا)، يسير بين حارات جدة وأسواقها وأزقتها: يكتب ويتكلم، يغني ويبكي. يصرخ ويفرح، ويقفز بين الحين والآخر ليقبل ذلك المبنى الشاهق أو ليعانق تلك المئذنة المختالة. وهو يبحث عن أولئك الطيبين من أهلها: أعلاماً وبسطاء.. الذين صنعوا مفردات حياتها وقيمها وأخلاقها.. ليقبل جباه ذكراهم وما حفظوه وتركوه خلفهم. وتضمن الاحتفاء بالمؤلف مشاركة المنشد فيصل لبان بإداء مجس الزفاف الشهير، بالإضافة إلى توزيع الحلويات الحجازية التي قدمتها للحضور السيدة صفية بوقري مع مشروبات السوبيا والزبيب. وجرى في ختام الأمسية حفل توقيع الكتاب للحاضرين الذين تزاحموا على المؤلف للحصول على توقيعه في تظاهرة ثقافية أعادت إلى الأذهان ذكريات معرض الكتاب في جدة الذي تم إلغاؤه قبل سنوات . وكان من المقرر أن يستضيف (بيت البلد) حفل توقيع الكتاب حسب رغبة المؤلف الذي يميل إلى (بيت البلد) الذي يجاور موقعه موقع مدرسته الإعدادية، إلى الغرب من مسجد الباشا الشهير في حارة الشام لكن رئيس البيت ورئيس المجلس البلدي.. اعتذروا عن قبول دعوة السيدات لحضور الحفل، فكان أن رأت لجنة تنظيم الحفل التحول إلى (بيت الطيبات) مع توجيه الشكر (لبيت البلد) والقائمين عليه.