أعلنت قوات التحالف الدولي ضد الإرهاب إحراز تقدُّمٍ في معركة طرد تنظيم «داعش» من منطقة سنجار شمال العراق، في وقتٍ سقط 7 قتلى في مواجهاتٍ بين البشمركة وميليشيا الحشد الشعبي على الطريق الواصل بين بغدادوكركوك. وأفادت مصادرٌ متطابقةٌ ببدء قوات البشمركة الكردية تطهير أجزاءٍ من بلدة سنجار ونصبِها مواقع على طول طريق إمدادٍ ل «داعش». وتحت غطاءٍ جوي من قوات التحالف الدولي؛ بدأت العملية في الساعات الأولى من صباح أمس بهدف تطويق البلدة والسيطرة على طرقٍ استراتيجية. وتحدثت مصادر لاحقاً عن سيطرة الأكراد على 3 قرى وقطعهم أجزاء من طريق 47 السريع الواصل بين الموصل العراقية والرقة السورية، وهما معقلان للتنظيم الإرهابي. وذكر التحالف في بيانٍ له أن «الهجوم البري بدأ في ساعات الصباح الأولى حين نجحت وحدات البشمركة في إقامة مواقع على طريق 47 السريع وبدأت في تطهير سنجار»، مؤكداً أن «الوحدات ستواصل عملياتها لإعادة سيطرة الحكومة على مواقع رئيسة في المناطق». واستولى «داعش» على البلدة قبل ما يزيد على عام، وقتل عناصره الآفاً من سكانها الأيزيديين. وتوقع مسؤول عسكري أمريكي، طلب عدم ذكر اسمه، استمرار المعركة بين يومين وأربعة لإتمام السيطرة الميدانية، على أن يليها أسبوع لإكمال التطهير. في الوقت نفسه؛ تحدث مسؤولٌ أمريكي آخر، وهو الكولونيل ستيف وارين، عن مرافقة مستشارين عسكريين من بلاده قادةً أكراداً قرب جبل سنجار «لكنهم متمركزون بعيداً عن القتال». وأبلغ وارين «رويترز» بتمركز بعض هؤلاء المستشارين في الجبل لتقديم المشورة والمساعدة في تحديد أهداف الضربات الجوية. وقدَّر عدد قتلى «داعش» بحوالي 60 إلى 70 جرَّاء غارات للتحالف أمس. وكان التحالف أكد تنفيذه أكثر من 250 غارة جوية في شمال العراق الشهر الماضي، لافتاً إلى استخدام التنظيم الإرهابي الطريق 47 السريع لنقل أسلحة ومقاتلين وبضائع غير قانونية. بدوره؛ أعلن مجلس الأمن في كردستان سيطرة القوات الكردية على قرية إلى الغرب من سنجار وقريتين على المشارف الشرقية لها. وأبدى قادة أكراد ومسؤولون محليون قرب جبهة القتال روحاً معنوية مرتفعة. واعتبر أحدهم أن العملية تسير وفق الخطة، ملاحظاً أن القوات متفائلة و»تعتبر اليوم عيداً». وتقدَّر مصادر أمريكية وكردية عدد المقاتلين الإرهابيين الموجودين داخل البلدة بنحو 600 مقاتل بعد وصول تعزيزاتٍ إليهم في محاولةٍ لصدِّ العملية التي كان متوقعة منذ أسابيع، لكن عطَّلها سوء الأحوال الجوية. ويشرف على العملية رئيس إقليم كردستان، مسعود برزاني، بنفسه. إلى ذلك؛ قُتِلَ سبعة أشخاص أمس في اشتباكات بين عناصر ميليشيا الحشد الشعبي والقوات الكردية على الطريق العام بين بغدادوكركوك، في مؤشرٍ على الخلافات بين الجانبين المتحالفَين ضد «داعش». وأبلغ قائم مقام طوزخورماتو، شلال بابان، بمقتل 7 في الاشتباك وإصابة 22 آخرين بينهم مدنيون ومقاتلون. واعتُقِلَ نحو 40 شخصاً من الجانبين لعلاقتهم بالاضطرابات، بحسب المسؤول. ونسب رئيس لجنة الأمن المحلية في طوزخورماتو، رضا محمد كوثر، إلى المسلحين من الجانبين التمركز في مباني البلدة واستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية في القتال. ولفت إلى الإعلان عن حظر التجول بسبب العنف، بينما قال قائم المقام إن القتال توقف مساءً. وحصلت مناوشات في الماضي بين الطرفين، لكنها المرة الأولى التي يسقط قتلى في مواجهة بينهما. واندلعت الاشتباكات الأخيرة على خلفية رفض قوة من الحشد الشعبي التوقف عند حاجز أمني يقيمه الأكراد وسط اتهامات متبادلة، إذ ألقى كل طرف بتهمة بدء إطلاق الرصاص على الآخر. واتهم مسؤول تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في المنطقة، حسن بارام، قوات الحشد ببدء الهجوم على البشمركة. وقال «اندلع القتال بعد هجوم عناصر الحشد على نقطة التفتيش». وينتمي عناصر البشمركة في هذه المناطق إلى الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس العراقي السابق، جلال طالباني. وتمَّ قطع الطريق العام الذي يربط بغدادبكركوك والمحافظات الشمالية على إثر الاشتباك.