قال رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الإشرافية للبرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، إن ثلاث جهات وهي إمارة المنطقة الشرقية ومحافظة وأمانة الأحساء، تتعاون فيما بينها لتسجيل الهفوف في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو خلال الأيام المقبلة. وامتدح الأمير سلطان المزايا التي تتمتع بها المنطقة الشرقية، مؤكداً أن المنطقة مُقبلة على نهضة تنموية شاملة، معلناً عن تأسيس جمعية للمستثمرين في قطاع المؤتمرات والمعارض. في الوقت نفسه، أشار أمير المنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف إلى مزايا المنطقة التي تؤهلها لاستضافة عدد وافر من المعارض والمؤتمرات، نظراً لاحتضانها عدداً من الشركات العالمية والجامعات المميزة، وبيئة صناعية جاذبة وتوفر المقومات السياحة والترفيهية والبنية التحتية المساندة. جاء حديث الأميرين على هامش افتتاح أعمال المنتدى السعودي الثالث للمؤتمرات والمعارض، الذي أقيم في الدمام أمس. وتجوّل الأمير سلطان بن سلمان والأمير سعود بن نايف في المعرض المصاحب للمنتدى، الذي يضم أجنحة مجالس التنمية السياحية في المناطق، وعدداً من الشركات العاملة في تنظيم المعارض والمؤتمرات. ووصف رئيس الغرفة التجارية في المنطقة الشرقية عبدالرحمن العطيشان صناعة المعارض والمؤتمرات بأنها «قطاع اقتصادي فاعل وعنصر مهم في رفع معدلات النمو كونها صناعة شديدة الحيوية والنشاط ولديها قواسم مشتركة مع مختلف الأنشطة التجارية والاقتصادية». وقال إن هذه الصناعة «تشهد تطورا نسبيا في مختلف مناطق المملكة»، مشيرا إلى أن «الغرفة طرحت عديدا من المبادرات من خلال إقامة أكثر من 50 فعالية متنوعة في المنطقة». أعلن الأمير سلطان بن سلمان عن توجه الهيئة خلال الأيام المقبلة بإجراءات تسجيل الهفوف في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، بالتعاون مع إمارة المنطقة ومحافظة وأمانة الأحساء مما سيسهم في زيادة الجذب السياحي للمنطقة. وقال: «نتطلع إلى الدور الريادي لمجلس التنمية السياحية في المنطقة الشرقية، وما يوفره موقع المنطقة المميز كبوابة للمملكة، ومنفد رئيس لها مع دول مجلس التعاون الخليجي، من فرص كبيرة لتطوير البنية الأساسية لقطاع للمعارض والمؤتمرات بالمنطقة، وإنشاء مدن للمعارض والمؤتمرات، والاستفادة من النقلة النوعية والنمو الواسع الذي يشهده قطاع الإيواء في المنطقة، كما تسعد الهيئة برئاسة أمير المنطقة أخي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز لمجلس التنمية السياحية، ودعمه ومتابعته المستمرة لجهود التنمية السياحية، وأمانة المنطقة الشريك الرئيس للهيئة في كافة أنشطتها ومهامها بالمنطقة». وأوضح الأمير سلطان بن سلمان أن هيئة السياحة أتمت كل متطلبات تأسيس وتنظيم قطاع المعارض والمؤتمرات، وأنشأت مؤسسة حديثة تعد نقلة في العمل الإداري المتطور، ونموذجا في أسلوب إدارة المؤسسات الحكومية، وانطلقت لتنظيم القطاع ودعمه بالأنظمة والقرارات والبرامج التأهيلية». وأشار إلى أن «الهيئة عملت على إحداث قبول لدى المواطنين بالسياحة ورفع الوعي والتوافق على قضايا التراث الوطني بأسلوب إقناع وتلمس لاحتياجاتهم وتطلعاتهم والعمل بشكل مباشر مع جميع المؤسسات الحكومية لتحقيق تطلعات المواطنين وجعل ذلك منطلقا رئيسا لجميع أعمالها، مما أثمر عن تحولات إيجابية تجاه السياحة والتراث». وتابع الأمير سلطان: «المنطقة الشرقية تعد مكانا مناسبا جدا لأعمال المنتدى المهم لهذا القطاع الاقتصادي الكبير، سواء من حيث أميرها الإداري المحنك المنظم المتابع، الذي يشرف الآن على نقلة تنظيمية واقتصادية في المنطقة أو من ناحية أهالي المنطقة الشرقية وقطاع الأعمال فيها وإمكاناتها الهائلة التي بدأت الآن تتطور لتحول المنطقة إلى منطقة قوية اقتصاديا خارج نطاق الصناعة». وأكد أن «الاستراتيجية العامة للتنمية السياحة الوطنية المقرة من الدولة وكذلك الاستراتيجية العامة المحدثة عام 1432ه، أكدت أهمية قطاع المعارض والمؤتمرات والأثر الاقتصادي الإيجابي والكبير لهذا القطاع الاقتصادي الذي تتزايد أهميته في المملكة، وبناء عليه قامت الهيئة بإعداد دراسة شاملة لتنمية سوق سياحة الأعمال؛ وأعدت خطة تنفيذية بهدف تطوير هذا القطاع الاقتصادي الواعد، وجذب الاستثمارات إليه، والرفع من قدرة المملكة التنافسية، وتحقيق عائدات للاقتصاد الوطني، وتوفير فرص عمل للمواطنين، وتنمية الموارد البشرية الوطنية المتخصصة». وأبان الأمير سلطان بن سلمان أن «البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات» شرع خلال العامين الأولين من تأسيسه بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة، وبقية الشركاء في القطاعين العام والخاص في إحداث نقلات نوعية ومنهجية في تنظيم هذا القطاع الاقتصادي المهم، ليكون رافداً تنموياً رئيساً للاقتصاد الوطني، يعزز الاستثمار، ويوفر فرص عمل للمواطنين، ويبرز صورة إيجابية عن المملكة تنسجم مع توجهات الدولة وخططها التنموية»، منوها إلى أن «برنامج تمويل المشاريع السياحية والفندقية الذي عملت عليه الهيئة بالتعاون مع وزارة المالية سيسهم في تمويل مشاريع المعارض والمؤتمرات». وأعلن الأمير سلطان عن «تأسيس جمعية للمستثمرين في هذا القطاع على غرار الجمعيات التي تم تأسيسها مؤخرا لقطاعات الإيواء والسفر والإرشاد السياحي». وأضاف الأمير سلطان: «تعمل الهيئة حاليا على تحقيق الأهداف، وتفعيل القرارات والمسارات المهمة، وتنفيذ المهام ذات الأولوية من خلال «برنامج التطوير الشامل»، وهو البرنامج الذي أطلقته الهيئة مؤخراً لاستثمار الفرص ومواكبة المستجدات، وتركيز الجهود، وتوحيد المسارات، وتسريع التنفيذ، وذلك بهدف تحقيق النتائج المؤملة، وإحداث نقلة سريعة ونوعية في التجربة السياحية المتكاملة للمواطن والمقيم والزائر. ويُعد برنامج التطوير الشامل امتداداً لمبادرات الهيئة وإنجازاتها المتتابعة، ويعتمد على منهج إداري يمكّن قطاعات الهيئة وبرامجها المختلفة من العمل في إطار منظومة متكاملة، وفق إجراءات عملية لتنفيذ المهام، وتوجيه ومتابعة وتقييم مستمر لكافة أعمال الهيئة، وبمتابعة وتنسيق من مكتب إدارة المشاريع فيها. ويشمل البرنامج مسارين محددين هما: العناية بالتراث الحضاري؛ حيث تبنت الهيئة مبادرة مشروع خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري بهدف إحداث نقلة في التراث الحضاري للمملكة وإبرازه بصفته بعداً حضارياً أساسياً، وذلك من خلال تنفيذ مجموعة من المشاريع والبرامج المهمة، أبرزها: التوعية الإعلامية بالتراث الوطني، ومشاريع الآثار والمتاحف والمواقع المرتبطة بتاريخ الدولة والوحدة الوطنية، ومشاريع التراث العمراني والحرف والصناعات اليدوية، وكذلك استعادة الآثار الوطنية من الداخل والخارج، والمسار الثاني تطوير السياحة والاستثمار؛ بهدف إحداث نقلة نوعية في منظومة السياحة الوطنية والاستثمار لتكون المملكة الوجهة السياحية الأولى التي توفر للسائح الجودة والتميز والتنوع من المنتجات السياحية والتراثية والتاريخية والطبيعية والوجهات والأنماط السياحية. وقال الأمير سعود بن نايف في كلمته إن المنتدى السعودي للمؤتمرات والمعارض في نسخته الثالثة، يكتسب أهميته لكونه ينطلق من المنطقة الشرقية التي تعد من أهم مناطق الطاقة في العالم إلى جانب كونها منطقة صناعية وتجارية من الطراز الأول، ومن أحد المراكز الرئيسة للقطاعين العام والخاص. وأشار إلى أن «كل هذه المزايا تؤهل منطقتنا الغالية لاستضافة عدد وافر من المعارض والمؤتمرات وذلك، لاحتضان المنطقة لشركات عالمية وجامعات مميزة وبيئة صناعية جاذبة وتوفر المقومات السياحة والترفيهية والبنية التحتية المساندة، قائلا: «الأهم من ذلك الكوادر البشرية من أصحاب الخبرة والممارسة المتميزة والتي نعول عليها كثيرا في ريادة هذا القطاع». ونوه الأمير سعود بن نايف إلى أن «الدولة حرصت بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على الاهتمام بهذا القطاع الحيوي، ليأتي قرار مجلس الوزراء بتحويل اللجنة الدائمة للمعارض والمؤتمرات إلى برنامج وطني تحت مسمى البرنامج الوطني للمعارض والمؤتمرات له الأثر البالغ، في إحداث نقلة نوعية في هذا المجال». وأضاف أمير الشرقية: «تحديد قرار مجلس الوزراء لفترة خمس سنوات لإكمال علميات تطوير وإعادة تنظيم هذه القطاع، وتضمين القرار تشكيل لجنة إشرافية على البرنامج برئاسة أخي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وعضوية عدد من الجهات الحكومية والخاصة سيكون له الأثر الكبير والإيجابي في إثراء نتائج تطبيق البرنامج». وأضاف: «نتطلع أن تشهد الفترة القادمة نقلة نوعية في نشاط المؤتمرات والمعارض مع الاستفادة من المشاريع الكبرى التي يتم العمل على تنفيذها حاليا في المنطقة والتي ستساهم بالتأكيد في خدمته، من خلال تخصيص مواقع مناسبة لإقامة مراكز المعارض والمؤتمرات». قال الأمير سلطان بن سلمان إن «المنطقة الشرقية مقبلة على نهضة تنموية شاملة بقيادة أمير المنطقة رئيس مجلس التنمية السياحية فيها؛ موضحاً أن الشرقية تعد وجهة سياحية مهمة ومتميزة في المملكة تجذب ملايين الزائرين سنوياً إليها من خلال مقومات وإمكانات كبيرة متوفرة، منها تنوع موارد التراث الوطني، وكثرة المواقع الأثرية، وفي مقدمتها السياحة البحرية في شواطئ المنطقة ومنتجعاتها، وخصوصاً وجهة العقير السياحية التي تُعد نافذة جديدة للسياحة العائلية في مدينة الرياض كونها الأقرب لها. وقد حرصت الهيئة على أن يكون مشروع تطوير العقير نموذجاً للوجهات السياحية المتكاملة والجاذبة، وباكورة المشاريع السياحية في المملكة، وسيسهم المشروع بعد الترخيص لشركة تطوير العقير، ومباشرة أعمالها، في توفير فرص العمل للمواطنين، وتوطين السياحة الداخلية، وتمكينها من المنافسة لاستقطاب المواطنين وإبقائهم في بلدهم»، مؤكدا أنه دون الوجهات السياحية المتكاملة لن تحدث النقلات المأمولة في السياحة بالمستوى الذي يليق بالمملكة وبما اعتاد عليه المواطنون».