الموقف السعودي تجاه الأزمة السورية والحل السياسي لها واضح ويرتكز على مبادئ ثابتة ويعبِّر عن رأي السوريين أنفسهم إضافةً إلى غالبية العرب والمسلمين. المملكة تريد لسوريا أن تظل دولة موحدة، وأن تُستبدَل حكومة بشار الأسد التي فقدت شرعيتها بعد قتلِها مئات الآلاف من مواطنيها بحكومة أخرى غير طائفية ولا تقصي أحداً على أن يضع السوريون دستوراً جديداً ويذهبوا إلى انتخابات. الاجتماعات في فيينا، التي تُستأنَف خلال أسبوعين، فرصة كما يقول وزير الخارجية، عادل الجبير، لاختبار مدى جدية الأسد ومن يدعمه في إيجاد حل للأزمة. نظام الأسد يدَّعي دائماً قناعته بأهمية إيجاد حل، لكنه لا يطبق شيئاً على الأرض. كل ما يقوم به حالياً الاستمرار في العمليات العسكرية المستهدِفة المدن والأحياء السكنية، ونتيجتها كما وقع في مدينة دوما القريبة من دمشق خلال اليومين الماضيين .. عشرات القتلى ومئات الجرحى في وضعِ إنساني مزرٍ للغاية. المأمول الآن أن يكثف المجتمع الدولي، خصوصاً العواصم الفاعلة، جهوده للضغط على الأسد من أجل التنحي لأنه لم يعد ممكناً تخيل وجوده في المستقبل السوري. وأي إخفاقٍ لهذه المحادثات التي تحظى حالياً باهتمام دولي بالغ هو تعريةٌ للأسد وكشفٌ لحقيقة أهدافه أمام العالم. النقطتان الخلافيتان كما يقول الوزير الجبير هما موعد ووسيلة رحيل الأسد وموعد ووسيلة خروج القوات الأجنبية، الإيرانية خصوصاً، من الأراضي السورية. هذا ما يتطلع إليه السوريون وأصدقاؤهم من الدول العربية والإسلامية.