أوصى المشاركون في فعاليات المؤتمر العالمي الرابع لطب الأسنان، بالتنسيق بين الجهات المعنية لعمل دراسات ووضع استراتيجيات لمعرفة احتياجات القطاعات الصحية من أطباء الأسنان واختصاصيي صحة الفم والأسنان ومساعدي أطباء الأسنان وتعريف الخريجين بها لتمكينهم من إيجاد الوظيفة المناسبة لهم، وتفعيل دور وحدة الخريجين بكلية طب الأسنان بجامعة الملك عبد العزيز والتواصل مع الخريجين لتوفير البيئة المناسبة لهم في تأدية مهامهم كأطباء أسنان من الناحية البحثية والتطويرية، وكذلك الاستئناس بمرئيات الخريجين وآرائهم في عملية التطوير بالكلية. وحثوا القائمين على الأبحاث الخاصة بتطوير منهج كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز ونشرها في مجلات علمية عالمية وذلك لتوثيق تلك النتائج ولكي تكون متوفرة للآخرين للاستفادة منها، وكذلك القائمين أيضاً على مناهج أخلاقيات المهنة في طب الأسنان على ضرورة تطويرها بطريقة تزيد من البعد السلوكي والوجداني وعدم الاعتماد فقط على البعد المعرفي في تدريس تلك المناهج، حيث كشفت دراسة مهمة عن تدني مستوى تطبيق أخلاقيات المهنة بين طلاب وطالبات مرحلة البكالوريوس في كليات طب الأسنان في المملكة. ورفع المشاركون في فعاليات المؤتمر الذي نظمته جامعة الملك عبدالعزيز ممثلة بكلية طب الأسنان واختتم أمس الأول، تحت رعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وافتتحه محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد، في فندق الهيلتون بمحافظة جدة، أسمى آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين وولي ولي العهد، على دعمهم لمسيرة التعليم بالمملكة. وأكدوا أن المملكة تستند على قاعدة قوية في إخراج مثل هذه المؤتمرات ذات القيمة المضافة على التخصصات العلمية وإثراء المعرفة لدى الطلاب والطالبات في مختلف الكليات والجامعات، حيث بلغت كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز مكانة عالمية في التنظيم والإعداد للحدث الذي حصد أكثر من 3000 عالم ومتخصص في هذا المجال من داخل المملكة وخارجها. وأبرز عميد كلية طب الأسنان بالجامعة رئيس المؤتمر العالمي الرابع لطب الأسنان الدكتور عبدالغني ميره، الدور الفاعل لطلاب وطالبات كلية طب الأسنان في التنظيم لهذا المؤتمر، إلى جانب المتحدثين العالميين والسعوديين والمقيمين داخل المملكة لإثرائهم بالحضور والمشاركة في الجلسات والمحاضرات العلمية والسريرية التي قدموها. وأكد المشاركون أهمية استخدام الطرق الإلكترونية للتسجيل وطباعة شهادات الحضور التي لاقت استحسان كثيرين والتخطيط لعمل مؤتمر كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز المقبل لكي يكون «بلا أوراق». وأوصى المؤتمر بالتركيز على دعم التعليم المستمر، من خلال إقامة ندوات التعليم الطبي المستمر واللقاءات العلمية والورش السريرية في مختلف أنحاء المملكة وتشجيع التعاون البحثي بين الباحثين من داخل المملكة والباحثين المتميزين من خارجها وتشجيع البحث العلمي في المؤتمرات القادمة عن طريق استقطاب مجموعة من علماء البحث العلمي للمشاركة في المؤتمر وتطوير جوائز المؤتمر الخاصة بالأبحاث، علماً أنه تم عقد اللقاء الثاني للخريجين الذي نظمته وحدة الخريجين في الكلية على هامش أعمال المؤتمر ولاقى نجاحا منقطع النظير وسجل فيه أكثر من 500 خريج سيكونون نواة لوحدة فاعلة. وأكد على تفعيل دور الإعلام في إثراء المعلومات العامة عن طب الأسنان وذلك عن طريق عمل شراكات مع وسائل الإعلام المختلفة وزيادة فاعلية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من المجتمع لنشر التوعية بخصوص أمراض الفم والأسنان وكيفية الوقاية منها والعمل على تطبيق ونشر توصياته العلمية في كليات طب الأسنان والقطاعات الصحية الأخرى، منوهاً بضرورة استمرار إتباع أسلوب التعليم الطبي التفاعلي المبني على حل المشكلات وكذلك الحال بالنسبة لطب الأسنان المدعوم بالبراهين والتقييم المبني على المهارات في مناهج مرحلتي البكالوريوس والماجستير وذلك تمشياً مع توصيات الدراسات الخاصة بتطوير منهج كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبد العزيز التي تم نشرها كملصقات علمية في المؤتمر ولاقت صدى واسعاً بين الحضور. وشدد على ضرورة عمل استراتيجيات فاعلة لمحاربة أمراض اللثة وتسوس الأسنان والتي تعد من أكبر المشكلات الصحية التي تصيب المجتمع السعودي وأدت إلى شيوع تساقط الأسنان وفقدانها في أعمار أقل من المتوقع، والاهتمام بالتعريف بطرق الاستعاضة السنية الحديثة والتي تشمل زراعة الأسنان وتوعية المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل داء السكري من النوع الأول وداء هشاشة العظام بالمضاعفات الخطيرة المصاحبة لتلك الأمراض التي قد تصيب الأسنان. ووجه المؤتمر بالعمل على نشر طرق العلاج المتكامل للمرضى المصابين بأمراض الأسنان المتقدمة وخاصة بين الطلاب وأطباء الامتياز والأطباء الممارسين وذلك تمشياً مع طرق العلاج التي تم عرضها في المؤتمر والتي أصبحت ضرورة ملحة وإدخال التقنيات الحديثة في تشخيص أمراض الأسنان وذلك لأهميتها في الحصول على تشخيص صحيح ودقيق إلى جانب الاهتمام بتطوير معلومات أطباء الأسنان فيما يخص تجميل الفم والأسنان وزراعة الأسنان والاستفادة من التقنيات الحديثة في هذا المجال. وحث المؤتمر في ختام توصياته أطباء أعصاب الأسنان بضرورة استخدام المجهر في علاجات العصب وذلك لضمان نجاح العلاج، كما أثبتت بعض الدراسات المنشورة وأطباء التقويم على تعلم طرق العلاج الحديثة والسريعة وتكون في نفس الوقت مبنية على البراهين وذلك لضمان سلامة التطبيق ورضا المريض، داعياً أطباء الأسنان إلى تكثيف دورهم الفاعل في الوقاية من أضرار التدخين ونشر ثقافة التوعية بين شرائح المجتمع لما له من آثار خطيرة على صحة الأسنان.