دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس في جنيف المجتمع الدولي، إلى وضع نظام حماية دولية بصورة عاجلة للشعب الفلسطيني. وقال عباس أثناء اجتماع خاص لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بناء على طلب الفلسطينيين، «أتوجه إلى مجلس الأمن الدولي المدعو أكثر من أي وقت مضى، لوضع نظام حماية دولية للشعب الفلسطيني على الفور وبصورة عاجلة». وتأتي تصريحات عباس بينما تشهد إسرائيل والأراضي الفلسطينية، توتراً كبيرا منذ أوائل الشهر الجاري. واتهم عباس إسرائيل ب «تنفيذ إعدامات ميدانية بحق المدنيين الفلسطينيين العزل، واحتجاز جثامينهم بمن فيهم الأطفال». وقتل 59 فلسطينيا وعربيا إسرائيليا واحدا برصاص القوات الإسرائيلية منذ بداية شهر أكتوبر. ولم تعد إسرائيل جثامين 25 منهم لعائلاتهم بحسب «الحملة الوطنية الفلسطينية لاسترداد جثامين الشهداء». وأضاف الرئيس الفلسطيني «أن استمرار الوضع الراهن أمر لا يمكن القبول به، ومن شأنه أن يدمر ما تبقى من خيار السلام على أساس حل الدولتين». ويشعر الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وتوسع الاستيطان في الأراضي المحتلة. ويثير التصعيد مخاوف من اندلاع انتفاضة ثالثة شبيهة بانتفاضتي 1987-1993 و2000-2005. وأكد عباس في جنيف أن «انعدام الأمل وحالة الخنق والحصار والضغط المتواصل وعدم الإحساس بالأمن والأمان الذي يعيشه أبناء شعبنا، كلها عوامل تولد الإحباط وتدفع الشباب إلى الحالة التي نشهدها اليوم». وقال عباس إن ما يحدث حاليا «نتيجة حتمية، للانتهاكات والجرائم الإسرائيلية». وفي سياق متصل تحشد مدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة، التي تشكل بؤرة توتر ومواجهات يومية مع الجنود الإسرائيليين، منذ أيام لاستعادة جثامين الفلسطينيين الذين قتلوا بدعوى تنفيذ هجمات، الذين ترفض إسرائيل تسليم جثامينهم لأهاليهم. وخرجت تظاهرة الثلاثاء في هذه المدينة التي ينتمي إليها عدد كبير من الفلسطينيين، الذين قتلوا في الأيام الأخيرة، لمطالبة إسرائيل بإعادة جثامين «الشهداء» إلى عائلاتهم. وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في 14 من أكتوبر الماضي، أنها لن تعيد جثامين منفذي الهجمات الفلسطينيين إلى عائلاتهم. وقال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان الذي قدم المشروع، إن «عائلة الإرهابي تجعل من دفنه مظاهرة لدعم الإرهاب والتحريض على القتل ونحن لا يمكن أن نسمح بذلك». ومن بين الجثامين التي لم تعدها إسرائيل، جثمان الفتاة دانية أرشيد (17 عاما)، التي قتلت الأحد برصاص الجيش الإسرائيلي أمام الحرم الإبراهيمي في قلب الخليل.