احتجنا قضية قانونية واحدة لنسجل على لائحتنا مزيداً من الخلافات، فبعض القانونيين، ما إن ظهر رفض الاحتجاج الأزرق حتى خلع عليه الجمهور لقب سباك، فيما استأثر آخرون بألقاب أفضل نوعاً ما. تابعت كثيرا من القانونيين وعرفتهم أشد الناس حرصا على الظهور الإعلامي وإبداء وجهة نظرهم القانونية في بعض الملفات الشائكة، معتمدين على قراءة ذاتية ومقارنة بين حالات وأخرى، لكني ما تمنيت أن يتدافعوا للوقوف في مربع الهلال في قضية الاحتجاج من أسباب وجدانية. اللوائح والقوانين في هذه القضية مُختلفة عن غيرها، وزواية الرؤية فيها تبدو من جهة واحدة، والأهم توقفها على تفسير لمادة في القانون تحتمل أكثر من معنى. القانون وتفسير اللوائح من قبل الانضباطيين في قضية الاحتجاج، دار في فلك مفردة مُبهمة قابلة للتأويل، فخسر الهلال وقد يأتي عبر الاستئنافيين المكسب، عندما تُفسر نفس المفردة المُبهمة لصالح الاحتجاج، ومابين الحالتين فإن على العقلاء الهدوء وعدم إحراج الذات أمام الرأي العام. قرار التأهل لم يُكتب في الملعب ولا في الانضباط، لكنه قد يكون في الاستئناف أو محكمة الكأس، لكن أحداً لا يستطيع الجزم حينها بأن الكأس الآسيوية باقية للعب عليها. في احتجاج الهلال تعرفنا على سلوكيات إعلامية متقلبة غلّبت لغة العاطفة على لغة العقل، وتعرفنا على أنماط قانونية مُتسرعة، وكأن بنود القانون ومفرداته واضحة ولا تحتمل غير معنى واحد، وتعرفنا على حرب مدرجات وهاشتاقات انفعالية، والأهم تعرفنا على شخصيات رياضية لاهم لها سوى كسب رضا المعزّب. أيد الاتحاد السعودي الهلال في قرار الاحتجاج، وعرض على إدارته كل سبل الدعم، لكنه في النهاية لا يملك لاهو ولا غيره السيطرة على آراء أعضاء الدائرة القانونية في لجنة الانضباط الآسيوية.