فيما أدلى أكثر من 700 ألف ناخبٍ بالخارج بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التركية المبكِّرة؛ عدَّ الرئيس، رجب طيب أردوغان، اعتدائي أنقرة الأخيرين عملاً إرهابياً جماعياً، مشيراً إلى مؤشراتٍ قوية عن موجة هجرة جديدة قادمة من مدينة حلب السورية. وأوقع اعتداءا أنقرة، اللذان نُفِّذا السبت قبل الماضي، أكثر من 100 قتيل معظمهم من الناشطين الأكراد. ووصف الرئيس رجب طيب أردوغان الهجومَين ب «عملٍ إرهابي جماعي بامتياز». ووجَّه إصبع الاتهام، في خطابٍ له أمس في العاصمة التركية، إلى «داعش» وحزب العمال الكردستاني والمخابرات السورية وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، معتبراً أن هذه الجهات خططت للعملية. وقال «البعض يقولون: داعش هو المسؤول (…) إنه عمل ارهابي جماعي بامتياز». وكان ناشطون مؤيدون للأكراد قد تجمَّعوا أمام محطة القطارات الرئيسة في أنقرة صباح السبت قبل الماضي لتنظيم مسيرة من أجل السلام، لكن تفجيرين أوقعا أكثر من 100 قتيلٍ بينهم فيما أصيب المئات بجروح. ودون استبعاد دورٍ للمتمردين الأكراد؛ سارعت الحكومة برئاسة أحمد داود أوغلو إلى وصف «داعش» ب «المشتبَه به الرئيس». من جهة أخرى؛ تحدَّث أردوغان عن مؤشِّرات قوية لموجة جديدة من المهاجرين قادمة من محافظة حلب. ودعا إلى إقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية لحماية المدنيين النازحين، قائلاً «إذا تمَّ ذلك؛ فأعتقد أن الهجرة ستتوقف وسيتمكن اللاجئون الذين نستضيفهم أيضاً من العودة». وتؤوي بلاده أكثر من مليوني لاجئ سوري فرُّوا خلال السنوات الأربع الماضية. إلى ذلك؛ أعلنت رئاسة «شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى» التابعة لرئاسة الوزراء في أنقرة إدلاء 700 ألف ناخب بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المبكِّرة المقررة في الأول من نوفمبر المقبل. ويستمر التصويت في الخارج حتى ال 25 من الشهر الجاري في 112 بعثة دبلوماسية تتوزع على 54 دولة، فيما يصل المقيمون في المهجر ممن يحق لهم التصويت إلى مليونين و895 ألفاً و885 ناخباً. وقدَّر رئيس «أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى»، قدرت بولبول، نسبة المشاركة في الاستحقاق إلى الآن ب 24% بواقع أكثر من 700 ألف صوت حتى يوم أمس. وتستعد الأحزاب لخوض الاستحقاق التشريعي بعد نحو أسبوع. وفي انتخاباتٍ أُجرِيَت في 7 يونيو الفائت؛ حلَّ حزب «العدالة والتنمية» الحاكم منذ نحو 13 عاماً في الصدارة، لكنه أخفق في حيازة أغلبية نيابية، ليضطَّر زعيمه رئيس الوزراء، أحمد داود أوغلو، إلى خوض مفاوضات شاقة مع أحزاب معارضة لتشكيل حكومة ائتلافية. وبعد فشل المفاوضات؛ دعت الرئاسة إلى انتخابات مبكرة في الأول من نوفمبر. والأحزاب الرئيسة المنافسة ل «العدالة والتنمية» هي: «الشعب الجمهوري» و«الحركة القومية» و«الشعوب الديمقراطي» الموالي للأكراد. ويتخذ حزب «الشعوب الديمقراطي» موقفاً مناهضاً للعمليات العسكرية للجيش ضد مسلحي حزب العمال الكردستاني. وفي أواخر يوليو الماضي؛ انهارت هدنة دامت نحو عامين بين السلطات والحزب في أعقاب تفجير انتحاري في مدينة سروج على الحدود مع سوريا.