كانت الحكمة السعودية هي التي وحدت هذه البلاد بعد أن كانت ممزقة الشعث مفرقة الأجزاء؛ فهل أتى علينا حين من الدهر ونسينا الماضي؟ «نعم إن كثيراً من النشء انفصلوا عن ماضيهم وتاريخ أجدادهم على سبيل المثال مجندو داعش والفكر الضال» إن اليوم يحتاج إلى حكمة الماضي لكي يكون احتفالنا واحتفاؤنا بالوحدة نابعاً من صميم حاجتنا إليها. حاجتنا التي تنبع من التحديات الراهنة. النصر المطلوب على تهديد الجوار، وتهديدات الإرهاب الذي يحاول بث الأفكار والمفاهيم التمزيقية لمكونات الأمة على أسس طائفية ومذهبية. وعلاقتنا الخارجية التي ترسخ مبدأ سيادة المملكة على أراضيها وإرادتها وتعزيز تأثيرها عربياً وإسلامياً وعالمياً. إن طموحات الشعب-في ظل قيادتنا الرشيدة- ليس لها سقف كفاية؛ بل يجب ألا تكون لها حدود، ومسيرتنا تزداد خطواتها ثباتاً وعزماً وحزماً وقوة نحو الأمل. إن قيادة الملك سلمان تتجه نحو إنهاء القضايا التي كانت عالقة بحسم، ونحن كشعب ننتظر من هذه القيادة المزيد والمزيد. على قدر أهل العزم تأتي العزائم.. وتأتي على قدر الكرام المكارم احتفاؤنا باليوم الوطني يجب أن يكون احتفاء بالعمل والجد والمثابرة وتكريس سيادة القانون، احتفاء بتاريخ وجهود المؤسس الملك عبدالعزيز لتوحيد وتثبيت أركان البلاد. واحتفاء بالوحدة عبر التكاتف الجماعي قيادة وشعبا ضد المهددات الداخلية والخارجية. ضد المحاولات الدؤوبة للمد الفكري الشاذ الذي يحاول اجتياحنا وسلب هويتنا لحساب هوية أو هويات لا علاقة لنا بها. ويأتي دور المؤسسات التعليمية والثقافية في طليعة الأدوار عبر تطوير حراك محددات الثقافة من تأليف وطبع ونشر وترجمة ونقد فكري بناء لعكس تاريخنا وثقافتنا للآخر. وعلى المثقف أن يؤمن بأننا في هذا العصر إنما نخوض صراع فكرياً وهو صراع ينهزم فيه المفتتون الممزقون وينتصر فيه المتماسكون المتحدون، وعلى المثقف أن يدرك بأن السلام تحميه القوة. إننا الآن نخوض هذا الصراع سياسياً واقتصادياً وثقافياً لكي نؤمن أنفسنا من الانزلاق في الفتن والتمزق. والسلاح الأول ليس البندقية بل القلم. لقد خطت المملكة خطوات جبارة في مجالات التعليم والصحة والأمن والأسرة، ويجب ألا نهدر هذه المكتسبات وألا نترك للأعداء فرصة لسلبها وتضييعها. وفي سبيل ذلك لابد من تكريس المواطنة بإحياء التاريخ الوطني والالتزام بسيادة القانون واحترامه وحفظ هيبته بالتزام إجراءاته ومعاقبة من يخالفه. أخيراً فإننا ما زلنا على عهدنا وبيعتنا لنصرة قيادتنا الرشيدة سلماً أو حرباً، وإن جنح أعداؤنا للسلم فسنجنح له. سلم مليكنا وسلمت مملكتنا وأدام الله الخير على يد قيادتنا الرشيدة وأعاد الله علينا هذا اليوم ونحن في خير وبركات.