تحولت مراسم تشييع الشهداء، الذين سقطوا في حادث حي الكوثر بمدينة سيهات مساء الجمعة الماضي، إلى تظاهرة حب وولاء للوطن. وأكد آلاف المشيعين في سيهاتوالأحساء، رفضهم الإرهاب، مؤكدين أن الفئة الضالة لن تنال من اللحمة الوطنية التي يتمتع بها أفراد الشعب السعودي، مشددين على أن حب الوطن متغلل في النفوس. وتم تشييع ودفن أربعة شهداء أمس، فيما سيتم دفن الشهيد الخامس اليوم. وفي سيهات، أدى الآلاف الصلاة على جثماني الشهيدين أيمن العجمي وبثينة العباد، ودفنا في مقبرة سيهات، وسط علامات من الحزن والأسى، ارتسمت على أهالي الشهيدين والأهالي. وفي محافظة الأحساء، وتحديداً في مقبرة الخدود بمدينة الهفوف، شيع حشد كبير الشهيد عبدالله الجاسم. وتمت مراسم التشييع وسط هتافات ترفض الإرهاب بشكل قاطع. وعبر المشيعون في الوقت نفسه عن حزنهم الشديد للحادثة، ووضح خلال التشييع التأثر الكبير على والد الشهيد، الذي قال: «بقدر حزني على فقدان ابني، إلا أنني سعيد جداً بشهادته». وشارك في التشييع نجل الفقيد الأكبر أحمد (أربع سنوات)، الذي حُمل على الأكتاف ورفع صورة أبيه الشهيد. حضر وشارك في التشييع عدد كبير من العلماء، تقدمهم الشيخ توفيق البو علي، الذي أدى صلاة الجنازة، والسيد عبدالله الموسوي، والشيخ حسين الفهيد، وغيرهم، كذلك عدد من المسؤولين وكبار الشخصيات ورجال الأعمال والأهالي. وشيع جثمان الشهيد علي السليم ودفن في مقبرة السياسب في مدينة المبرز، وسط مشاركة كبيرة من العلماء والمسؤولين والأهالي، الذين حرصوا على المشاركة في التشييع. وعلى الصعيد نفسه، سيتم اليوم (الأربعاء) تشييع الشهيد عبدالستار عبدالعزيز البو صالح في مقبرة السياسب بالأحساء. وعبر المنسق العام لمراسم التشييع، رئيس جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية عبدالرؤوف المطرود عن حزنه وحزن الأهالي على الشهداء الخمسة. وقال ل«الشرق»: «نشكر أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، على متابعته واهتمامه بكل ما يخص الشهداء، كما نقدم شكرنا إلى محافظ القطيف خالد الصفيان، ورجال الأمن والأجهزة الأخرى في الدولة، التي أسهمت بشكل مباشر في تسهيل إجراءات مراسم التشييع ودفن الشهداء»، مؤكداً أن «هذا المستوى العالي من الاهتمام انعكس بشكل إيجابي على المشيعين وأهالي الضحايا».