على رغم حرارة الجو والفراق وألم اليتم وبراءة الطفولة، إلا أن الابتسامة لم تفارق وجه الطفل أحمد ابن الفقيد عبدالله الجاسم، كأنه يقول: «الشهداء في الجنة هم المنتصرون وستظل أسماؤهم باقية في الذاكرة، وسنفتخر بهم مدى الأزمان. أبي ذهب إلى الجنة». وفى آخر اللحظات التي جمعت الطفل أحمد بوالده خلال التشييع، اكتظت مقبرتي «البغلي» في مدينة الهفوف و«السياسب» في المبرز (محافظة الأحساء) أمس بالمشيعين، الذين واكبوا جنازة الشاب علي السليم من المبرز، وعبدالله الجاسم من الهفوف، بعد أن فضلت أسرتاهما تشييعهما ودفنهما في مسقط رأسيهما. وسقط الفقيدين خلال الهجوم الإرهابي على الحسينية الحيدرية في مدينة سيهات (محافظة القطيف) مع ثلاثة آخرين. وشيّع سكان الأحساء الجاسم والسليم إلى مثواهما الأخير بعد صلاة الظهر، وردد المشيعون عبارات وكلمات وطنية خلال مراسم التشييع والدفن، منها «كلا كلا للإرهاب».