كعادتي دائماً أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي ال "سوشيال ميديا"، وأقرأ بعض التعليقات، وفي مرة لمحت ما هو مزعج بالنسبة إلي، يقول صاحب ذلك التعليق بطريقة "حادة"، وهو يتناقش مع شخص ما: "أنا الله مهديني". وبدأ يذكر، ويسرد مساوئ الشخص الآخر، وينصحه بطريقة سيئة، تجعل الجميع ينفرون من الحديث معه. أُصاب بالدهشة عندما أسمع، أو أقرأ عبارة "أنا الله مهديني ، و"لست مثلك"، يتحدث هذا الإنسان الضعيف بكل يقين، وكأنه معصوم من الذنب، و"مفاتن الحياة"، ولا يدري هذا الضعيف بأن هدايته ليست قوة منه، بل هي من عند الله، يهبها لمَنْ يشاء. كان حبيبنا وقدوتنا محمد، صلى الله عليه وسلم، دائماً ما يذكر هذا الدعاء في آخر كل صلاة "اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك". نعم، كان يذكر هذا الدعاء، وهو الرسول، وكان يذكره، وهو يعلم أنه من أصحاب الجنة، ورغم هذا كان يدعو الله ليل نهار ألا يتغير حاله، فما بالكم بشخص يحسب أنه معصوم من الذنب؟ وهل يحسب بأنه سيموت على هذا الدين؟ لا تتفاخر أيها الضعيف، فهل سمعت بشخص أمسى مؤمناً فأصبح كافراً؟ نعم، نسمع بمثل هذه الحالات، إذاً كيف تأمن على نفسك أيها الإنسان؟! كيف تأمن على نفسك من الشهوات والمغريات؟! يقول ابن القيم: "مَنْ عاب أخاه بذنب لم يمت حتى يفعله". فكيف أيها القارئ تعيب مسلماً على سيئة ارتكبها. لا تكن اليوم من الشامتين، فتصبح غداً من المبتلين. أيها القراء، جميل أن نكون متفائلين، نُحسن الظن بالله، ولكن بشرط ألا يكون هناك تفاخر. الهداية يهبها الله إلى مَنْ يشاء من عباده، فإن كنت منهم، فكن شاكراً لا مختالاً فخوراً فيما أعطاك الله، واطلب دائماً من الله أن يثبتك على هذا، لأنه قادر على أن يسلبه منك كلمح البصر.