يعد مركز الحوسبة عالية الأداء في جامعة الملك عبدالعزيز «عزيز» الذي دشنته الجامعة في مايو الماضي أحد أهم المشاريع التقنية الداعمة للعملية البحثية والتعليمية في المملكة، وهو الأول من نوعه في ذلك المجال على مستوى الجامعات السعودية والقطاعات الحكومية والخاصة. ويعمل المركز على تدريب الفنيين بكيفية إدارة الأنظمة والأجهزة والبرمجيات، والباحثين بكيفية التعامل مع النظام وحل مشكلاتهم العلمية من خلاله، وطرق البرمجة واستخدام التطبيقات الخاصة بالحوسبة عالية الأداء، مركزاً على نشر ثقافة الحوسبة عالية الأداء في الجامعة والمجتمع الأكاديمي بالمملكة بوجه عام والمشاركة العلمية الفاعلة مع كبرى الجامعات والمراكز المتخصصة العالمية والباحثين المتخصصين في مجال الحوسبة عالية الأداء. ويهتم المركز بدعم القطاعات الحكومية من خلال استخدام القدرات الحاسوبية في المشاريع وتفعيل استخدام تقنيات الحوسبة عالية الأداء في البحث العلمي ودعم مشاريع دراسات التغير المناخي وتحلية المياه ودراسة الخريطة الجينية وأبحاث الطيران وغيرها من المشاريع البحثية المتميزة التي تخدم مناحي التطور في المملكة. وأوضح وكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمركز الدكتور عدنان زاهد أن المشروع أحد الإنجازات المهمة الداعمة للبحث العلمي في جميع المجالات التي تتطلب سرعة حاسوبية فائقة ودقة كبيرة مثل حسابات التغييرات المناخية وأبحاث هندسة الطيران والفضاء والأحوال الجوية ومحاكاة الخلايا العصبية والخريطة الجينية للإنسان ومعالجة مياه البحر وأبحاث الميكانيكا ومعالجة العمليات التي بها كميات كبيرة جدا من البيانات والأبحاث المتعلقة بالبترول والتعدين ومحاكاة التفاعلات الكيميائية وغيرها من المجالات البحثية الاستراتيجية للمملكة. وأضاف أن الجامعة وفرت البنية التحتية اللازمة لتمكين الباحثين في الجامعة من استخدام المشروع بأعلى كفاءة والتعامل معه بكل يسر وسهولة، الذي سيكون داعماً للقطاعات الحكومية في المملكة ومسيرتها التطويرية، بجانب دعمه لتطوير وتحديث البحث العلمي في الجامعة وحل المشكلات العلمية والتطبيقية المعقدة التي تصعب على أجهزة الحاسوب التقليدية. ومن جانبه أفاد مدير المركز الدكتور إياد كاتب أن المركز الذي عملت الجامعة على تنفيذه بالتعاون مع شركة فوجتسو اليابانية؛ ليكون أحد أبرز الحواسيب العملاقة عالمياً يعمل على تحقيق الريادة والتميز في توفير بيئة حوسبة عالية الأداء لمختلف الأبحاث العلمية والتطبيقات التي تعتمد على الحوسبة عالية الأداء ضمن رسالته في توفير موارد الحوسبة فائقة الأداء؛ لدعم وتمكين الباحثين والجهات المستفيدة من تنفيذ وتطوير البحوث الرائدة والمبتكرة في مختلف المجالات العلمية. وأشار إلى أنه تم توفير القوة الحسابية والتخزين للمركز التي يحتاجها الباحثون لتنفيذ أبحاثهم، وتوفير خدمات استشارية لمساعدة الباحثين في إجراء برامجهم الخاصة وتلبية احتياجاتهم، وتسهيل البحث والمساعدة في التقدم التعليمي، وتوفير الحوسبة عالية الأداء للأفراد والوحدات الإدارية، وكذلك وحدات متعددة التخصصات في جميع أنحاء الحرم الجامعي. وبين نائب مدير المركز الدكتور نايف الجهني أن العامل الأساسي لنجاح المركز هو التعاون مع الكليات والمراكز البحثية التي تواجه مشكلات تتعلق بالحوسبة عالية الأداء؛ حيث يقوم فريق العمل في هذا الصدد بالتعريف بالمركز عبر المحاضرات وورش العمل المختلفة والدورات التدريبية في مجال الحوسبة عالية الأداء بالتعاون مع مركز تطوير التعليم الجامعي بمشاركة عديد من الباحثين في الجامعة. وأضاف أن المركز يقوم حالياً بالتعاون مع الباحثين في كليات ومراكز منها كليات الحاسبات وتقنية المعلومات والهندسة والعلوم والعلوم الطبية التطبيقية ومركز التميز لأبحاث التغير المناخي ومركز التميز البحثي في علوم الجينوم الطبي ومركز التميز البحثي في تقنية تحلية المياه. لافتاً النظر إلى أنه يمكن لأي باحث يرغب في الاستفادة من المركز في تنفيذ أحد المشاريع البحثية التي تتطلب استخدام الحاسوب العملاق «عزيز» التواصل عبر البريد الإلكتروني ([email protected]) للمساعدة والرد على الاستفسارات.