حذَّر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، من امتداد العنف في الأراضي الأفغانية إلى دول آسيا الوسطى، فيما قدَّر عدد المتحدِّرين من بلاده ودول الاتحاد السوفييتي السابق الموجودين في سوريا للقتال مع تنظيم «داعش» الإرهابي بما بين 5 و7 آلاف شخص. وغداة إعلان البيت الأبيض خطة لإبطاء سحب القوات الأمريكية من أفغانستان؛ وصف الرئيس الروسي الوضع في هذا البلد ب «قريب من المرحلة الحرجة»، ملاحظاً أن «الإرهابيين من مختلف الفصائل يزدادون تأثيراً ولا يخفون خططهم في مزيدٍ من التوسع». واعتبر، خلال مشاركته أمس في قمة إقليمية لدول الاتحاد السوفييتي السابق في كازاخستان، اختراق دول آسيا الوسطى أحد الأهداف الرئيسة للإرهاب، مشدِّداً على أهمية «أن نكون مستعدين للتحرك معاً في مواجهة هذا السيناريو». واتفق بوتين وقادة الدول المشاركة في القمة الإقليمية على إنشاء قوة مهام مشتركة للدفاع عن حدود المنطقة في حال الأزمات. ويمكن لهذا الاتفاق أن يمهِّد الطريق لنشر قوات على الحدود المضطربة بين طاجيكستان وأفغانستان، والبالغ طولها 1300 كلم. وكان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أعلن أمس الأول أن قواته ستبقى في أفغانستان بعد عام 2016، متخلياً عن وعده بسحبها من هذا البلد الذي يشهد مواجهات بين القوات الحكومية ومقاتلي حركة «طالبان» المتمردة. ويعتمد قادة دول آسيا الوسطى، التي تعاني جيوشها من نقص في التجهيز، على موسكو التي تملك قاعدتين عسكريتين في قرغيزستان وطاجيكستان. وتثير حدود طاجيكستان المملوءة بالثغرات مع أفغانستان قلقاً بشكل خاص نظراً لتصاعد العنف بين قوات حكومة كابول وحركة التمرد. في سياق آخر؛ شدد الرئيس الروسي على أن حملة بلاده الجوية التي بدأت في سوريا في 30 سبتمبر الفائت تستهدف الإرهابيين فقط. وأكد أن الحملة سمحت بتدمير عشرات من مراكز القيادة ومستودعات الذخيرة وكمية كبيرة من المعدات العسكرية وقتل مئات الإرهابيين، مبيِّناً أن لها حداً زمنياً مرتبطاً بما يجري على الأرض. وتحدَّث بوتين في هذا الإطار عن سعي بلاده إلى إقامة تعاون بشأن الأزمة السورية مع الولاياتالمتحدة. ووفقاً لتصريحاته التي ذكر أنها تستند إلى عدَّة تقديرات؛ فإن نحو 5 أو 7 آلاف شخص متحدِّر من روسيا ودول الاتحاد السوفييتي السابق يقاتلون ضمن صفوف تنظيم «داعش».