تعددت صفاته وألقابة وتنوعت نجاحاته، شاعر الوطن هو أعظم لقب استحقه، والشادي هو أشهر ألقابه، شاعر الحب، وفيلسوف العذوبة كما أحبُّ أن أطلق عليه أنا شخصيا . ثروة وطنية حق لنا أن نفتخر بها وأن نتغنى بها كما تغنى بأبياته نخبة من أعمدة الطرب العربي، تميز شعرة بالعذوبة والجمال والثبات في الأذهان، عندما كتب للوطن صاغ قلمة أروع مثال لجمال الكلمات وصدق الانتماء لترسم لنا أعذب الأبيات، كتب أوبريت الجنادرية السابع (كفاح الأجيال) ومن أعماله أيضاً (قبلة الأرواح) وكذلك (الله يعين) و (قبلة الأوطان) وعديد من الأعمال التي ارتفع بها صوت أعظم نجوم المملكة على المستوى الطربي، وعلى رأسهم صوت الأرض الفنان الراحل طلال مداح وفنان العرب محمد عبده، حينها تعانق جمال الصوت مع جمال الحرف ليرسما لهذا الوطن أجمل لوحة فنية تنبض بالوفاء والولاء، استحق بعد أن تميز في عديد من الأعمال التي أخذت من حسه وإحساسه الصادقين كثيراً فاستحق أن يقلد باسم (شاعر الوطن). لم يقتصر نجاح ذلك الإنسان على الشعر فحسب؛ بل كان له في كل مكان عمل ونجاح، وكأنه عشق النجاح، فكان على الدوام حليفا له، كان كاتبا وأكاديميا سعوديا فاخرا، عالما بالمعرفة وعاشقا للثقافة ومتميزا في كتاباتة، من المبدعين القلة في هذا الوطن فهو الشاعر الذي تستلذ الأذان عند سماع كلماته وتستمتع الأبصار بقراءة حروفه. من أبناء مدينة القريات الواقعة في شمال المملكة بمنطقة الجوف، لقّبه أستاذه عبدالرحمن الشعبان -رحمه الله- ب(الشادي) حين كان في المرحلة المتوسطة، في إحدى المناسبات وبحضور أمير القريات آنذاك سلطان السديري، ووالده الذي كان مديرا لشرطة المنطقة، رحم الله الأستاذ عبدالرحمن فقد كان له بعد نظر فني عظيم وكأنه كان يعلم من سيكون صالح الشادي في المستقبل. الشاعر صالح الشادي الذي قدم للوطن وصاغ أعذب الكلمات يستحق أن يكون له مركز يستحقه وتكريم يليق به. فأن تكون وطنا وفيك صالح فأنت وطن محظوظ وهذا لا يحدث كثيرا . ختاما : أستاذي يا من جعلتني أتذوق جمال الشعر وعذوبة الحرف، أعتذر إن لم آت بما تستحق .. فالمقام كبير والحروف ليست كالتي يكتبها قلمك الفاخر.