مرة أخرى، يظل الموقف السعودي مما يحدث اليوم في سورية، هو أبرز المواقف السياسية الداعمة لثورة الشعب السوري ضد آلة الموت والعذاب على أيدي نظام الأسد الظالم. ولذلك جاء تأييد الأمير سعود الفيصل لفكرة تسليح الثوار السوريين في محله. علينا أن نفرق بين الأمنيات والحقائق -على الأرض- في المشهد السوري. فلا الحل السلمي ينفع مع طاغية مثل الأسد و”جماعته” ولا الجيش الحر، بإمكاناته المتواضعة، قادر على حماية المدنيين من بطش أجهزة الأمن وشبيحتها. بشار الأسد قرر -وبوقاحة- أن يغلق الأبواب في وجه أي بادرة جادة لحل سلمي ينقذ البلاد من كارثة الحرب الأهلية. بل إنه يسعى لتأجيجها أملاً في تأجيل موعد نهايته. لا حل آخر غير السلاح. وتلك حقيقة أدركها من يعرف الداخل السوري منذ اليوم الأول لاندلاع الاحتجاجات في درعا. فالإرث الأمني الذي يعشعش في رؤوس كبار ضباط الأسد من طائفته ضلل بشار الأسد؛ فظن أن تكرار مجزرة حماة في عام 1982 في أكثر من مدينة ومحافظة سورية سيسكت الثائرين وينهي ثورتهم. ومع عقلية كهذه لا يمكن أن تنجح مفاوضات سلمية. لقد حسمت غالبية السوريين موقفها وقررت الخلاص من هذا النظام إلى الأبد. لكن تزويد الثوار بالسلاح سيشجع المترددين والخائفين في صفوف الجيش السوري للانخراط في صفوف الثوار وسيعجل بالتالي بنهاية مأساة السوريين. واضح أن صبر العقلاء في العالم مع بشار ونظامه قد نفد. ومن المؤكد أن أسابيع بشار معدودة. فلم إطالة معاناة الشعب السوري مع نظام فاجر متهالك أوشك على السقوط؟ وكما يحسب للمملكة العربية السعودية دعمها السياسي لثورة السوريين، فلن تنسى الأجيال السورية القادمة دعم المملكة العربية السعودية المباشر وغير المباشر لثوار سورية وإنهاء مأساتهم.