تحدَّث قائد العملية الأوروبية لمكافحة مهربي البشر «صوفيا» عن عصابات تهريب متنافسة تتواجه في ليبيا وصولاً إلى حد اعتراض طريق المهاجرين في البحر المتوسط بغرض ابتزازهم، فيما واصلت ألمانيا هجومها على دول أوروبا الشرقية لموقفها من أزمة الهجرة. وأكد قائد «صوفيا»، وهو الأميرال الإيطالي أنريكو كريديندينو، أن «العصابات المتنافسة تجبر المهاجرين على العودة إلى البر لطلب مزيدٍ من الأموال». وأبلغ نواباً إيطاليين خلال جلسةٍ برلمانية في روما أمس بقوله إن «التنافس أجبر المهربين على تغيير تكتيكهم ومرافقة مهاجريهم إلى عرض البحر، وعندها نتدخل». ودخلت «صوفيا» مرحلة أكثر هجومية تُسمَّى «ألفا» أمس الأول الأربعاء. وتتيح «ألفا» لقوات بحرية أوروبية تنفيذ عمليات في المياه الدولية قبالة سواحل ليبيا بما يشمل اعتقال المهربين ومصادرة قواربهم. وتحمل العملية «صوفيا» اسم طفلة وُلِدَت بعد إنقاذ مركب هجرة غير شرعية كان يواجه صعوبات. لكن الأميرال كريديندينو استبعد النجاح في توقيف عصابات التهريب في عرض البحر في أغلب الأحيان، ملاحظاً أن «المهربين يعرفون كيف يتكيفون». وأوضح «في وقتٍ ما سيتوقفون عن الخروج إلى عرض البحر وهذا سيمنعهم على الأقل من استعادة بعض المراكب التي يستخدمها المهاجرون»، لافتاً إلى «لجوء العصابات أكثر فأكثر إلى زوارق مطاطية سيئة النوعية». في غضون ذلك؛ نقل موقع «بوليتيكو» عن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، انتقادها حكومات شرق أوروبا التي ترفض استقبال اللاجئين واتهامها بالتعصب ونسيان تاريخها الخاص. وذكر الموقع الإخباري أن المستشارة الألمانية أدلت بهذه التصريحات خلال اجتماعٍ مغلقٍ أمس الأول في ستراسبورغ الفرنسية مع نوابٍ من حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي ليمين الوسط. ووفقاً ل «بوليتيكو»؛ هاجمت ميركل موقف زعماء المجر والتشيك وسلوفاكيا وبعض دول البلطيق من أزمة اللاجئين في أوروبا دون أن تذكرهم بالاسم، معتبرةً أنه كان عليهم أن يتصرفوا بشكل أفضل لأنهم عاشوا تجربة الحياة خلف سياج. ونسب الموقع إلى المستشارة التي نشأت في ألمانياالشرقية الشيوعية قولها «نحن أبناء شرق أوروبا – وأنا أعتبر نفسي من شرق أوروبا – شهدنا أن العزلة لا تفيد، اللاجئون لن يتوقفوا إذا اكتفينا ببناء الأسيجة، وقد عشت خلف سياجٍ لفترة طويلة». وأبدت ميركل استغرابها «لأن من يعتبرون أنفسهم محظوظين بمعاينة نهاية الحرب الباردة يعتقدون أنهم يستطيعون النأي بأنفسهم عن تطورات معينة للعولمة».