توقَّع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الأمير سلطان بن سلمان، توفير القطاع السياحي لأكثر من مليون وربع المليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة في نهاية عام 2015. وفيما وصف رئيس الهيئة المجال السياحي بالقطاع الاقتصادي الثاني في المملكة من حيث توطين الوظائف بنسبة 28%؛ فإنه شدَّد على أهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى في تعزيز الدور الاقتصادي للسياحة، مشيراً إلى تجربة مدينة أنطاليا التركية. وقدَّر الأمير سلطان بن سلمان معدَّل نمو فرص العمل في القطاع السياحي السعودي خلال العقد الحالي (2010م – 2020م) ب 10% سنوياً، متوقِّعاً توفير القطاع نحو 1.7 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة بحلول عام 2020م. ونبَّه، في كلمةٍ له أمس في مدينة أنطاليا خلال افتتاح أعمال الدورة ال 6 لوزراء السياحة في مجموعة ال 20 الاقتصادية، إلى أن «كل يوم نتأخر فيه عن تطوير السياحة؛ فإننا نخسر فرصاً اقتصادية وثقافية». «لكن الأهم أننا نخسر فرصة ربط المواطن ببلده وتعزيز انتمائه بثقافته ومواطنته ونسلِّمه بذلك إلى ثقافات أخرى»، بحسب قوله. ويوفِّر القطاع السياحي السعودي فرص عمل في نشاطات اقتصادية أخرى مستفيدة منه. وحدَّد الأمير سلطان بن سلمان عدد الفرص الوظيفية المباشرة في القطاع خلال 2014م بأكثر من 795 ألف وظيفة مع توقعاتٍ بارتفاع العدد إلى نحو 840 ألفاً بنهاية 2015م. فيما وصل عدد الوظائف غير المباشرة المرتبطة بالسياحة إلى أكثر من 397 ألف وظيفة خلال العام الفائت مع توقعاتٍ بارتفاع عددها إلى نحو 420 ألفاً بنهاية العام الجاري. ووفقاً لإحصاءات مركز المعلومات والأبحاث السياحية السعودي (ماس)؛ وصل إلى 1.192.285 عدد الوظائف المباشرة وغير المباشرة في القطاع السياحي خلال العام الماضي، مع توقعات بارتفاع عددها إلى 1.262.153 بنهاية العام الجاري. وتجاوز التوطين في القطاع نسبة 28%. في السياق ذاته؛ أفاد الأمير سلطان بن سلمان، في كلمته، باتجاه 36% من إجمالي الرحلات السياحية العربية إلى السعودية، مبيِّناً أن «غالبيتها للحج والعمرة اللذين لا تنظر المملكة إليهما كنمط سياحي، لكن عدداً كبيراً من الرحلات يرتبط بالزيارات القصيرة والرحلات الداخلية». وقدَّر نصيب المملكة من إجمالي قيمة المدفوعات السياحية العربية خلال 2014م ب 16 مليار دولار من أصل 40 مليار دولار. وأشار إلى أن الدولة تنظر إلى السياحة كمشروع اقتصادي كبير منتِج لفرص العمل ولقطاع التراث كمولِّد أساسي للوظائف، مبدياً ارتياحه لإقبال المواطنين، خصوصاً الشباب على العمل في المجالات السياحية والتراثية. وأكد الأمير سلطان أن قرار خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، بدمج السياحة بالتراث الوطني أعطى دفعة قوية للقطاع السياحي وزاد من مساهمته في الاقتصاد الوطني لتتضاعف قدرته على توفير فرص العمل في مختلف مناطق المملكة وليكون داعماً للمنشآت الصغيرة والمتوسطة. وبيَّن أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تمرُّ بمرحلة مهمة في تطوير الاقتصاد والبنية التحتية والبشرية والخدمات السياحية. في الوقت نفسه؛ لفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أهمية الاستفادة من تجارب الدول التي دعمت السياحة ووفرت لها الإمكانات لتؤدي دورها في التنمية ولتكون بمنزلة محرِّك اقتصادي مهم. واستشهد بتجربة تركيا، التي راهنت حكومتها على إحداث نقلة اقتصادية وتنموية وتوفير فرص وظيفية من خلال السياحة. ولاحظ أن مدينة أنطاليا، التي تحتضن اجتماعات دول مجموعة ال 20، كانت تعاني من كساد اقتصادي وتأخر تنموي، علماً بأنها مدينة زراعية، لكنها تحولت إلى وجهة سياحية رئيسة ومحور نمو اقتصادي واجتماعي لسكانها والمناطق المحيطة بها ورافد للاقتصاد المحلي مع وجهات سياحية أخرى بعد تدخل الحكومة التركية. وخلال كلمته؛ لفت الأمير سلطان بن سلمان الانتباه إلى تأسيس شركة التنمية السياحية القابضة المملوكة للدولة بغرض إحداث نقلة يلمسها المواطن السعودي. وشدد على عمل الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بكل إمكاناتها لتهيئة المملكة لتكون خياراً سياحياً مناسباً للمواطنين، متحدثاً عن جهود حثيثة لتطوير أواسط المدن السعودية بالتنسيق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية والأمانات. ووفقاً له؛ يستهدف هذا التنسيق تطوير منطقة الوسط في ثلاثين مدينة في مختلف المناطق ومنها الرياض التي يتمُّ تطوير منطقة الوسط فيها على مساحة تتجاوز خمسين كم2. وعلاوةً على تأسيس شركة التنمية السياحية القابضة؛ نوَّه الأمير سلطان بإطلاق شركة الفنادق والضيافة التراثية «التي باشرت فعلياً تنفيذ عددٍ من الفنادق التراثية أحدها في منطقة الدرعية التاريخية». كما نوَّه ببرنامج التمويل السياحي الذي أقرّته الدولة مؤخراً لتحفيز القطاع الخاص على المساهمة في تنفيذ مشاريع سياحية كبرى تتحول إلى وجهات مفضلة. وأسندت الدولة إلى «السياحة والتراث الوطني» إدارة قطاعات أخرى مساندة كالآثار والمتاحف والتراث العمراني والحرف اليدوية والمعارض والمؤتمرات. ووصف رئيس الهيئة برنامج الحرف والصناعات اليدوية بقطاع مهم موفِّر لفرص العمل والاستثمار لمختلف الفئات العمرية والمستويات التعليمية، ملاحظاً في الوقت نفسه نمو قطاع المعارض والمؤتمرات سريعاً وتوفير وظائف متخصصة. وعلى مستوى التدريب؛ أكد الأمير سلطان بن سلمان تركيز الهيئة على تأهيل الكوادر الوطنية من خلال مركز تنمية الموارد البشرية السياحية «تكامل». وكشف عن توقيع 27 اتفاقية مع وزارات وجهات حكومية وأهلية لتطوير قطاع التدريب والتوظيف السياحي ما أسفر عن تطوير قدرات أكثر من 35 ألف مواطن وتأسيس 46 منشأة حكومية وأهلية بطاقة استيعابية بلغت 11 ألفاً و500 دارس ومتدرب، إضافةً إلى اعتماد برامج ابتعاث ل 1150 مرشحاً ضمن مبادرة تطوير وتدريب الكفاءات السياحية وتعزيز قدرات الشركاء.