«وراء كل رجل عظيم امرأة» مقولة تاريخية يٌعتقد أن الامبراطور الفرنسي نابليون بونابرت أول شخص نطق بها، معنى تلك المقولة أن الرجل يكون في المقدمة فمهمة المرأة عند مفسريها إنجاب العظماء وتربيتهم فقط وفي بعض الأحيان إبداء الرأي. مثل هذه المقولة تضع المرأة خلف الرجل دائماً فهي ليست عظيمة وعليها الاختباء فهي جنس أقل من الرجل عظمة وأقل منه ذكاءً وفطنة، تاريخياً أراد الرجل أو بالأصح «الذكر» محو شخصية الأنثى وأهميتها في الحياة الدنيوية بأي طريقة ووسيلة فأخترع المقولات والقصص والحكايات التي لا صحة لها فأوقع نفسه في حرج تاريخي خاصة مع دخول المرأة معترك الحياة تنافس وتشارك من حاول وأدها وإنهاء دورها! العظمة ميزة وليست منحة، ميزة ينالها الشخص أياَ كان جنسه بعزيمته فالعظيم عظيمٌ بأفعاله وعلمه وتواضعه وحكمته وصفاء سريرته ونقائه والعظيمة عظيمة بأفعالها وعلمها وتواضعها وصفاء سريرتها ونقائها وعظيمة أيضاً بتربية أبنائها الميزة التي تتميز بها عن الرجل فحمل التربية ملقى على المرأة المدرسة الأولى في الحياة. سقراط الفيلسوف العظيم كان وراءه امرأة فاشلة جاهلة سيئة لم توقفه عن الإبداع أو تعطل قدراته وكذلك كليوبترا المرأة العظيمة كان وراءها حفنة من الفاشلين والعاشقين البلهاء لم تتأثر بمغامراتهم أو بغبائهم تألقت وأصبحت رمزاً أنثوياً في زمنها والأزمنة المتعاقبة، عظمة الرجل ليست بالضرورة أن تكون مقتبسة من عظمة المرأة وعظمة المرأة ليست بالضرورة أن تكون مقتبسة من عظمة الرجل، فالعظمة يصنعها الفرد وهي شعلة تتوقد داخل النفس، نجاح الرجل قد يكون خلفه أم أو أخت أو زوجة ونجاح المرأة قد يكون خلفه زوج أو أب أو أخ لكن ذلك لا يعني الانتقاص من القدرات أو نسبة النجاح لشخص معين تمييزاً له دون غيره. مقولة وراء كل رجل عظيم امرأة مقولة لا تستقيم فالنجاح غريزة وفطرة فالمرأة عظيمة بأفعالها والرجل عظيم بأفعاله والأصح بجانب كل رجل عظيم امرأة عظيمة.