للتاريخ بوابة واحدة، يدخلها الواثقون بنظرات للأمام وللمزايدات عشرات النوافذ يتسلَّق عليها صانعو الأوهام، ثم لا يلبثون أن يتساقطوا ..في أكثر من محفل عربي وعالمي، اجتمع عباقرة تخطيط المدن وعلماء إدارة الحشود عاجزين منبهرين واجمين عن سر تميز المملكة في إدارة مسيرة وحشود الملايين من شتى أصقاع الأرض في بقعة واحدة وفي طبيعة مختلفة ووفق أعراق متعددة ، بينما تعجز دول ومجموعة دول في تنظيم آلاف فقط من إقليم واحد في مناسبة الساعة أو الساعتين. وقف الوطن بالأمس كله مدافعاً عن قيادته وقوته مترحماً على شهداء المكان ونبلاء كانوا شهداء مستشهدين وهم أحياء ..وفوق كل ذي علم عليم .. بحجم العمل وتفاصيل المهمات ..من أم القرى وما حولها تتصاعد إلى السماء دعوات تتردد سنوياً لقيادة وطننا بالخير والشكر والذكر ..وقبلات حُب وتحية إجلال، لرجال أمن كانوا جزءاً من المشهد المبارك ..ولمتطوعين وعاملين ومضيفين من السعودية وأبنائها اعتادوا على شرف الخدمة واعتزاز الضيافة بالطائفين والعاكفين والركع السجود. اعتدنا أن نكسر الأبواق وأن نحجم أي مساحة للنيل من وطننا وقيادته الشريفة النبيلة، وأن نزيل كل خطوط سوداء تريد أن ترسم خربشة ذهانية لجاهلين وغافلين وحاقدين على مساحات الوطن البيضاء. لن نسمح لأي غاوٍ عن صراط الحق أو هاوٍ للغوغائية الشعبية والطائفية، أو متساوٍ مع أرضيات الخبث أو متهاوٍ عن قيم النبل .. وسنقطع أي إصبع يجرؤ على مجرد الاتهام في مسألة شهداء الله في أرضه، يشهدون بتميز المملكة ونجاحها في شعائر الدين في مشاعرنا المقدسة ..وسيظل العقلاء والنبلاء أعمدة دفاع عن الحق ضد الباطل. الحج أشهر معلومات ..ونجاح المملكة في مواسم الحج أو غيرها معلومة ثابتة ..لا تتغيَّر ..ما يتغيَّر هو التطور الذي يرفع معدلات النجاح بلغة الكفاح ..والتميز في كل الصروح بتفاصيل الطموح ..التي لا تخرج ولا تبرمج ولا تبلور إلا في أرض المملكة والحج معلم سنوي لكل هذه المعادلات الضاربة في الحق والتأكيد وعلو القامة.