نستقبل اخواننا المسلمين حجاج بيت الله الحرام الذين يتوافدون على أرض الخير والسلام، نستقبلهم بكل الترحاب والمحبة والاخاء، تستقبلهم قلوبنا قبل ان تطأ ارجلهم أرض بيتهم الثاني المملكة العربية السعودية. تستنفر الجهود بكل مستوياتها من القيادة العليا الى اصغر مواطن يستطيع تقديم المعرفة لاخوانه، هناك من يعمل طوال العام لتوفير الخدمات كأفضل ما تكون لضيوف الرحمن، وهناك من يدعو بالخير والقبول لهؤلاء المسلمين الذين تكبدوا المشاق، وجمعوا المال سنين طويلة لكي يؤدوا فريضة ربهم على أكمل وجه. تستنفر الجهود خدمة لهذا الدين والوطن، وتعمل ليل نهار دون كلل لأشهر طويلة مستشعرة عظم المسؤولية التي تلقيها قيادتنا الحكيمة على كل فرد مشارك في خدمة الحجيج، وتتابع القيادة الخيرة بعناية تقديم تلك الخدمات لتحقق الطموح بقدر الامكان. من يشاهد الصورة النهائية ليس كمن يصنع الانجاز من بدايته، ويعيش معاناته ويحل الخيوط المتشابكة والمتقاطعة مع صعوبات صناعة النجاح الصعبة. لايسند تنظيم التجمعات الرياضية الكبرى الا لدول تثبت قدرتها على القيام بذلك العبء، وتملك مقومات النجاح الذي تقيمه لجان مختصة، تلك المهرجانات لا تنظم في مكان واحد بل في عدة مدن، ويقوم علي التنظيم آلاف الاشخاص، وتظهر عيوب التنظيم ومشاكله على الرغم من ان عدد المشاركين والجماهير لا يتجاوز بعض مئات الالاف، وفي المقابل يحضر أكثر من مليوني حاج في مكان ضيق وفي أيام قليلة، وتكون حركتهم واحدة وتنقلهم واحد، وهم مع ذلك من ثقافات مختلفة غالبيتهم من كبار السن ومحدودي التعلم وربما ينقصهم الوعي. الفرق هنا في القصد والنية وعظم الموسم لكل من الضيوف والمستضيفين. ان توفيق الله عز وجل لهذا البلد وقيادته وشعبه هو اساس كل انجاز، ولا يخيب الله رجاء قلوب توجهت له بالدعاء والعبادة، فهل هناك أشرف من خدمة ضيوف رب العباد؟، وهل هناك اعظم من خدمة دينه وعباده؟. عندما تظهر كلمات الحاقدين في وسائل اعلامهم التي يظنون انها تصل وتؤثر على من آتاهم الله العقل وأوضح لهم الحق، يكون مآل تلك الكلمات الى لا شيء الا الجهد الذي يظهر الحقد الدفين الذي ابى إلا يتوارى داخل قلوبهم المريضة، ولتكشف الوجوه التي لم تعد تسترها مساحيق اسيادهم التي صممها اعداء الدين والسلام. التحكم الصحي والنظامي لملايين الحجاج لم يكن لينجح بعد توفيق الله لولا وجود سياسة واضحة مبنية على تراكم الخبرات الادارية والفنية التي يجب رعايتها وتطوير مهاراتها التنظيمية باستمرار لتحقيق طموح ولاة الأمر في تقديم الخدمة الأمثل وبالطريقة الاسهل. دعواتنا لاخواننا الحجاج بالقبول والاخلاص واستغلال ايامه القليلة بالعبادة الصحيحة ليعودوا لأوطانهم بخير وسلامة وتأدية فريضة قد لا تتكرر تأديتها طوال الحياة. فمرحباً بهم في بلد الله الحرام، وعلى أرض المملكة العربية السعودية التي شرفها الله تعالى بخدمة الحجاج والعمار والزوار الذين يفدون إليها من كل مكان، ومن عليها بخدمة المقدسات وتأمينها للطائفين والعاكفين والركع السجود. واسأل الله عز وجل ان يكتب لكم حج بيته وزيارة مسجد رسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم في أمن وايمان، وسكينة واطمئنان، ويسر وقبول، وان تعودوا الى دياركم سالمين مأجورين وقد غفر الله لكم وآتاكم من فضلته انه جواد كريم، وبالاجابة جدير.