قلَّل الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، من شأن سيطرة حركة الشباب الإرهابية على مناطق في بلاده هذا الشهر، واصفاً إياها بمواقع ليست ذات أهمية ولا تعد مؤشراً على استعادة المتطرفين قوتهم. في الوقت نفسه؛ توقَّع محمود جذب مزيدٍ من الاستثمارات الخارجية في قطاعات الزراعة وصيد الأسماك والنفط والغاز، كاشفاً عن إصلاحاتٍ تشريعية لتسهيل استقطاب المشاريع الاقتصادية. لكن المتطرفين يهددون المصالح الأجنبية وإعادة الإعمار التدريجية، وفق دبلوماسيين غربيين. ميدانياً؛ تبنَّت حركة الشباب تفجيراً في مدينة كيسمايو أمس الخميس ما أسفر عن مقتل 3 ضباط على الأقل كانوا يُسلِّمون رواتب لجنود في معسكرٍ للجيش، كما أصيب 10 جنود. وسيطرت الحركة خلال الشهر الجاري على بلدة بوكدا (وسط) ومنطقتين أخريين في الجنوب، ونفذت عدداً من الهجمات ضد قوات حفظ السلام الإفريقية «أميسوم». وتأتي هذه الهجمات في أعقاب حملة عسكرية شنتها «أميسوم» بالتنسيق مع القوات الحكومية، ما قاد إلى طرد المتطرفين من بلدات ساحلية ودفعهم باتجاه جيوب صغيرة في الريف الصومالي الجنوبي. وأقرَّ الرئيس، حسن شيخ محمود، بأن «حركة الشباب قد تنتقل إلى المناطق النائية لاستعادة بعض البلدات الصغيرة غير المهمة استراتيجياً»، مؤكداً أن القوات الحكومية و«أميسوم» حررت معظم البلدات الرئيسة واستعادت السيطرة على مواقع استراتيجية. ولاحظ الرئيس، خلال مقابلةٍ صحفية مساء أمس الأول، أن الحركة المتطرفة التي سيطرت في مرحلةٍ ما على معظم البلاد بات لديها منفذ محدود على البحر. ويقول خبراء إن «الشباب» استخدمت منافذها البحرية في الماضي لتوفير الأموال عبر التهريب واستيراد الأسلحة. ولا يزال مقاتلوها يسيطرون على مدينة هارادير الساحلية (وسط)، لكنهم خسروا كيسمايو قبل 3 أعوام. واعتبر محمود أن المتطرفين لم يستعيدوا قوتهم على الإطلاق، وقال «إنهم يخسرون كل ما يمكن أن يمنحهم القوة». لكن دبلوماسيين غربيين لفتوا إلى قدرة «الشباب» رغم الضعف الذي أصابها على توجيه ضربات وتعريض إعادة الإعمار التدريجية للخطر. وأفاد محمود باستهداف حكومته تشجيع مزيد من الاستثمارات عبر إصلاح التشريعات؛ إذ يوفر مواطنوه المغتربون العائدون إلى بلداتهم معظم الاستثمارات الخاصة. لكنه توقَّع اجتذاب الأراضي الصومالية استثمارات أجنبية مباشرة في المستقبل القريب مع تحضير الإطار القانوني الذي يتيح ذلك. ولم يفصح الرئيس عن ماهية الإجراءات، واكتفى بالإشارة إلى الزراعة وصيد الأسماك والنفط والغاز باعتبارها قطاعات محتملة لاجتذاب مزيد من الاستثمارات. في غضون ذلك؛ هاجم المتطرفون موقعاً عسكرياً في كيسمايو الساحلية وقتلوا 3 ضباط على الأقل كانوا يسلمون الرواتب لجنود. وتبنت «الشباب» العملية، وقال المتحدث باسم عملياتها العسكرية، عبدالعزيز أبو مصعب، إن المقاتلين زرعوا عبوة ناسفة داخل معسكر للجيش لتنفجر بينما كان الجنود يقفون في طوابير صباحية لتسلم رواتبهم. وقدَّر رائد الشرطة، عبدالرحمن نور، عدد القتلى ب 3 ضباط على الأقل والمصابين ب 10 جنود، مؤكداً أن «القنبلة زُرِعَت في المعسكر».