تظاهر نحو ألف شخص أمس في، شارع الحبيب بورقيبة الرئيس، وسط العاصمة تونس ضد مشروع قانون «المصالحة» مع رجال أعمال وموظفين كبار فاسدين، وذلك رغم حظر السلطات للتظاهر بموجب حالة الطوارئ المفروضة منذ تموز الماضي. وردد المتظاهرون شعارات مثل «شعب تونس شعب حر…والفساد لن يمرّ» و«المحاسبة استحقاق… يا عصابة السراق». كما رددوا شعارات مناهضة للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي اقترح مشروع القانون، ولحزبه «نداء تونس» ولحركة النهضة الإسلامية شريكته في الائتلاف الحكومي الرباعي. وهتف هؤلاء «جاءك الدور، جاءك الدور… يا سبسي يا دكتاتور» و«النهضة والنداء… أعداء الشهداء» في إشارة إلى القتلى الذين سقطوا مطلع 2011 خلال الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس الدكتاتور زين العابدين بن علي. كما هتفوا «يا سرّاق يا قطعيّة (لصوص)…دساترة وإخوانجية» في إشارة إلى حزبي نداء تونس وحركة النهضة التي تحسبها المعارضة التونسية على جماعة الإخوان المسلمين. وينتمي المتظاهرون إلى أحزاب معارضة مثل «الجبهة الشعبية» (ائتلاف أحزاب يسارية)، وأحزاب «الجمهوري» و«التكتّل» و«التحالف الديموقراطي» والتيار الديموقراطي (وسط)، وحملة «مانيش مسامح» (لن أسامح) التي أطلقها نشطاء ليست لديهم انتماءات سياسية معلنة. وتظاهرت الجبهة الشعبية، وحركة مانيش مسامح، وبقية الأحزاب كل على حدة. وتفرق المتظاهرون بهدوء دون أي إشكال. ومنذ الصباح أغلقت الشرطة كل منافذ شارع الحبيب بورقيبة بالحواجز الحديدية وأخضعت الوافدين إليه للتفتيش. وأغلقت وزارة الداخلية شارع الحبيب بورقيبة منذ الإثنين الماضي ولمدة 6 أيام بسبب «تهديدات إرهابية» قالت إنها تستهدف أماكن «حيوية» فيه ولوحت ب«تطبيق القانون» على من يتظاهر في الشارع. وقالت المتظاهرة نزيهة رجيبة التي كانت من أبرز معارضي نظام الدكتاتور بن علي «أشارك في هذه التظاهرة لسببين اثنين: الأول للمطالبة بسحب قانون المصالحة مع الفاسدين، لأنه غير دستوري ويسطو على صلاحيات بعض السلطات المكلفة بمكافحة الفساد، والثاني لاستعادة الشارع بعد محاولة (السلطات) منعنا من التظاهر».