من المعروف أن المائة سنة الأخيرة هي السنوات التي قفز فيها العلم، وتطور، واختلفت المجالات، وتعددت في كل جوانب الحياة، فبدأت المجالات التكنولوجية والعلمية بالكشف عن عوالم جديدة، غيّرت طريقة العيش. هناك عديد من الاختراعات والاكتشافات والخدمات التي تتطور، ويتم تحدثيها باستمرار لتسهيل حياة البشر، وتوفير أكبر قدر من الراحة، وتقليل الجهد والوقت، ولم تشهدها البشرية من قبل، وتحث دائماً، وتلهم للقيام بمزيد من التطور والتقدم. الأمور التي نشهدها، وبالسرعة التي تحدث بها، تجعلنا نتوقع الأفضل، ولا نبحث إلا عن المستوى الرفيع من الخدمات، ويرفع ذلك أيضاً من مستوى انتقادنا، وتذمُّرنا الذي لا ينتهي حين نعود إلى الواقع الذي نعيش فيه. ويجعلنا ذلك نتساءل حين يقف زحام المرور لأكثر من ساعة، وحين يتحول زمن الوصول من نصف ساعة إلى ساعة ونصف الساعة عن العصر الذي نعيش فيه! هل هو زمن السرعة، أم زمن اختبارٍ لجلادة الصبر؟! وحين ندفع مبالغ كبيرة من أجل الحصول على سرعات إنترنت عالية، كما هو معلن عنها، ونتفاجأ ببطء السرعة، يجعلنا ذلك نتساءل عن عصر السرعة الذي نعيش فيه! وكذلك الأمر مع عديد من الخدمات السيئة التي تقدم لنا، حيث يبدو أن بعض الخدمات المقدمة لنا لا تعلم أننا في عصر السرعة، فتصطدم توقعاتنا عن العصر الذي ينبغي أن نعيش فيه مع الخدمات السيئة المقدمة، لذلك نحن لا نعيش في عصر السرعة بل نعيش في زمن الصبر.