في عملية التنشئة الاجتماعية لم نعر أي اهتمام للطرق الصحيحة، التي يمكن أن يكتسب الأبناء منها القيم والمبادئ التي تسهم في تشكيل شخصيتهم، مما ينعكس على سلوكهم بالإيجاب، تلك التنشئة التي رسّخت مفاهيم خاطئة مشبّعة بالعادات والتقاليد، وهي نتاج أنانية خلفها مجتمع ذكوري، عزز من أساليب التربية، التي سعت إلى تبجيل الذكور وانتقاص الإناث داخل محيط الأسرة، ولو وقفنا على كثير من السلوكيات الخاطئة التي تُمارس اليوم، لوجدنا أنها نتاج تلك التنشئة الخاطئة. التحرش على سبيل المثال أبرز دوافعه هو استنقاص قيمة المرأة وأنها في نظر هؤلاء عنصر غير مألوف في تركيبة المجتمع، تدخل الآباء في زواج بناتهم وفرض خيارات قد لا تتوافق مع رغبة الفتاة أوجد لنا حالات طلاق كثيرة، سببها غياب الانسجام وانعدام التوافق بين الطرفين، نحتاج اليوم أن تتوازن نظرتنا لكل مكونات الأسرة، من ذكور وإناث، وأن نبتعد عن سياسة التفضيل والتمييز التي أخلت بأركان التربية السليمة. والوصاية المستدامة على المرأة التي خلفتها تلك التنشئة الخاطئة، يجب أن نعالجها بضرورة الاعتراف بأهمية المرأة في تكوين المجتمع، وأن نتقبل وجودها كشريك وليس أداة تسيرها معتقداتنا الخاطئة، فالإقصاء الذي تخلفه تلك الوصاية غيب الاعتراف بإنسانيتها وكينونتها وعدم الاحترام لعقليتها، والتحكم بكل شؤونها، وتجاهل دورها، وفرض ما تستهويه قناعات ذكورية دون مراعاة لشعورها، علينا تصحيح طرق وأساليب التربية، وأن نوجد تنشئة عادلة، تكون خالية تماماً مما تفرضه العادات والتقاليد المتسلطة، وحتى نعالج كثيراً من السلوكيات الخاطئة، علينا أن نعود للأساس، ونصحح بعض المفاهيم، وندعّم ثقافة سوية، تعترف بالمرأة كقيمة ودور.