متى يظهر محمد حسنين هيكل ومتى يختفي؟ كلما ظهر هيكل إعلامياً، تأكدنا أن هناك مؤامرة جديدة تحاك ضد دول المنطقة، وأن تحالفات جديدة أمريكية، صهيونية تتشكل وتترتب للهجوم إعلامياً ولوجستياً ضد المملكة ودول الخليج، فلدى هيكل عقدة قديمة مع السعودية وقادتها، منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وقد قيل إنه الذي أوحي إليه بالفكرالقومي، وكثيرٌ هم الذين خدعهم بتوجهاته وانتماءاته. لم يأت ظهور هيكل في هذا التوقيت صدفة ليشن هجومه على المملكة ودول الخليج، متأثراً بعقدة العداء والكذب على المملكة، وإنما هو مدفوع بمحاولة فاشلة من إيران لتغطية سلسلة الهزائم التي لحقت بالحوثيين وعساكر الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في اليمن، وبهذا الأسلوب هيكل لا يغيِّر طريقته وهيكله.. بل يكرر نفسه بقدر ما يغير مواقفه وآراءه المتناقضة. عُرف عن هيكل رواياته الكاذبة وتغييره المواقف والأحداث منذ بداياته الصحفية، كما أنه يعتمد في رواياته على الشهود الأموات، ويفاجأ كثيراً بوجود الشهود الحقيقيين لما رواه أحياءً يرزقون ليفندوا أكاذيبه ويفضحوا افتراءاته. وهناك عددٌ من الصحفيين والسياسيين في مصر لجأوا لكتابة مذكراته خصيصاً للرد على هيكل ورواياته الكاذبة. وهو ما حدث مع اليوزباشي جلال حسن ندا الذي كشف أكاذيبه خلال تغطيته لمجريات الحرب عام 1948م، حيث أكد في مذكراته أن هيكل من طبعه قلب الوقائع وأخذ مكان الآخرين وأدوارهم في الأحداث. ومن رواياته الكاذبة للوقائع ومخالفة ما رواه للواقع، ما ذكره للأحداث التي حدثت في اجتماع القمة في الخرطوم بعد نكسة 67، حيث قال إنه كان ضمن الوفد المشارك مع الرئيس عبدالناصر في القمة، وسأل الملك فيصل مرافقيه من يكون الجالس خلف عبدالناصر، وقيل له إنه محمد حسنين هيكل مستشار الرئيس المصري، ولم يكن يعلم هيكل أن هناك من كان على قيد الحياة، تحمس وكذب روايته، وأنه لم يكن مع عبدالناصر في قاعة المؤتمر ولم يسأل الملك فيصل عن هوية ومناصب أي أحد من الذين كانوا ضمن الوفد المصري في المؤتمر. هيكل كما ذكرت، تطبع تلونه وتغير مواقفه، ولكن توقيت ظهوره إعلامياً، وهو المنتهى افتراضياً، هرم وشاخ عقله، وليس بعيداً أن يكون قد خرف، ظهر بعد اختفاء طويل على قناة الجزيرة ليروي ما يتذكره كشاهد على الأحداث ولم يكن صادقاً كعادته إلا فيما ندر، وكان ظهوره في فترة ثورات الخريف العربي، وتولى تيار الإخوان المتأسلم الحكم في مصر وتونس، إلا أن الجزيرة أوقفت برنامجه بعد أن استنفد غايته، ولأن ما قدمه لم يكن مهماً ولا واقعياً، لذا من الصعب أن يتبين المتابع لأحاديث، تحمسه وتوجهاته، فهل هو مع الثورة أم مع الجيش؟ هل هو مع القومية العربية وهو عرابها كما يزعم، أم ضدها. وإذا عدنا لكتب هيكل نجده يعزف على كل الأوتار، مما يؤسف له أن يختم هيكل تاريخه في نظر الذين يعدونه هرم الصحافة المصرية، بهذه المواقف السيئة، لأنه حين يغيب طويلاً عن الإعلام، يعود بآرائه المتناقضة، ومواقفه المريبة، في قضايا مثيرة، ينفض بها الغبار عن صورته الباهتة، فقد تعيده إلى الأضواء المنحسرة عنه، ولمانشتات الصفحات الأولى، وما عاد به مؤخراً ليصدر نفسه في الأحداث، القيام بدور مشبوه له هدفه وغاياته في هذا التوقيت، بافترائه على المملكة، وبث سموم حقده عليها، وما يتصوره عقله المريض عن مستقبل دول الخليج، ليكشف عن وجهه، كما يفعل في كل مرة يتلون فيها، وكأنه يقف مؤيداً ومناصراً للمشروع الصفوي الصهيوني في المنطقة، وفي تاريخه كتب كثيراً من المقالات التي تمجد الخميني في الثمانينيات، وما لاحظه منتقدو مواقفه أنه يناقض نفسه، بآراء تتغير فلا يعرف قارئ مقالاته هل هو مع القومية أم ضد الفكر القومي، وقد زعم أنه كان ممثل عبدالناصر في ريادته.