هي إحدى الظواهر التي باتت تشكل تزايداً ملحوظا في السنوات الأخيرة، وأصبح المعلمون يشتكون ويطالبون بحلول لهذه الظاهرة التي شملت الجنسين، فلم يعد المعلمون لوحدهم هم من يشتكون من الاعتداءات، سواء اللفظية أو الجسدية، فالمعلمات أيضاً وصلت أحاديثهن والشكاوى التي يصرحن بها، بسبب المواقف التي يتعرضن لها من الطالبات. فحين نسمع مثل هذه الشكاوى والمطالبات بإيجاد الحلول والمساعدة، فإننا يجب ألا نهمل وضع الطالب المعتدي والنظر لسلوك المعلم والمعلمة، الذي قد لا يكون خاطئاً كلياً، ولكن المعلم والمعلمة قد يفتقدان للأساليب التربوية التي تجعل منهما (معلماً أو معلمة) يفرض احترامه بالتفاعل مع الطلاب، مع عدم اللجوء لأساليب التلقين التي يئس منها الطلبة على مدى سنين دراسية طويلة. قد يكون سلوك المعلم المستفز والمليء بالغضب الذي قد يفرغه المعلم، بسبب أوضاعه التي قد تؤثر على أدائه وتعامله مع طلابه الذين قد يعتدون عليه. أسباب اعتداء الطلاب على المعلمين متشعبة وعديدة، ومنها افتقار بعض الطلاب خاصة الطلاب المراهقين للقيم والمعايير، التي تجعلهم يضعون المعلم داخل إطار الاحترام، وبحسب البيئة التي ينتمي لها الطالب وأساليب التربية التي نشأ عليها. لذلك تختلف الحالات باختلاف وقائعها وتفاصيلها، وتحتاج كل حالة لحل منفرد لا يكون فيه الطالب ضحية مجردة من الحق، ولا يكون فيها المعلم ظالما بسبب منصبه، فيجب أن يكون للجميع حق مضمون، وأن تتعامل إدارات المدارس مع جميع الحالات باهتمام مكثف، من أجل القضاء على مثل هذه الظواهر.