يزعم عدد كبير من الإعلاميين المهتمين بالفنون والثقافة على مستوى العالم العربي أجمع، بل ويؤكدون تقديمهم المساعدة والدعم لكل الفئات التي احتاجت ذلك فعلاً. وفي اعتقادي أن ذلك ليس عادلاً، ولا وجود له في الأساس، فالدعم بالنسبة لهم يعتمد على الاقتناع والإعجاب بالشخصية أكثر من استحقاقها الدعم، فليس كل مَنْ لا يعجبنا لا يستحق الدعم، وليس كل مَنْ أعجبنا يستحق الدعم والظهور. أصبح الدعم الفوضوي بعيداً عن الرقابة الفعلية لصنَّاع القرار هو مقياس مهم جداً في تثبيت الأقدام على الساحة الفنية في الوقت الحالي، بل ويمكننا القول منذ جيلين مضيا، فكثير من الفنانين المخضرمين والكبار أرجعوا ضياع تاريخهم إلى غياب الإعلام عنهم، رغم وجودهم بقوة مع زملاء لهم في المهنة لكن اختلفت الأفضلية لمَنْ تكون في هذه الحالة، وهنا يبدو الظلم واضحاً، فلكل منهم مجهوده، وتاريخه العملي. إذاً لماذا لا يكون لضمير الإعلامي دور حقيقي بالاعتماد على الأحقية لا الإعجاب؟! ولماذا لا تكون هناك رقابة فعلية على الدعم الإضافي، والواضح جلياً أمام القادة وصنَّاع القرار، أم إن الدعم غير مهم، وليس له علاقه بالحدود المهنية؟! لست هنا أدافع، ولا أتهكم، ولكن من خلال جولاتي ولقاءاتي بعديد من الفنانين والمثقفين خلال الأعوام الماضية اكتشفت أن اللوم الأكبر يقع علينا على الرغم من كل ما نقدمه من مجهود، وإذا بحثنا جيداً فسنرى أن الخطأ ليس مقصوداً، وبالتأكيد ليس مهنياً، وإنما هو تراكمات عاطفية ونفسية تتعلق بالناقل نفسه. لذلك، لماذا لا نعطي أنفسنا فرصة حقيقية لتقييم المفيد، وتقديم ما يستحق، ودعم الجدير بذلك، والتكاتف والوقوف مع المبدعين من أبناء الجيل الجديد الذين يجتهدون ونحن نقل في دعمهم؟ وصدقوني إن عدنا إلى ضمائرنا فسنشعر بمَنْ يجتهدون حولنا، فهم يستحقون.