لم تكن ستة أشهر مضت منذ بداية الحرب في الحد الجنوبي كافية لتجهيز مدارس بديلة، أو وضع خطط ناجحة للتعليم في مثل هذه الظروف، حيث لم نسمع خلال هذه الفترة عن قيام الوزارة، أو توجيهها بشأن عقد اجتماعات، أو إجراء دراسات، أو وضع تجهيزات، ولا حتى طرح أفكار، أو اقتراحات للتعامل مع الوضع الحالي. الحرب لم تأتِ فجأة بين عشية وضحاها، وموعد بداية العام الدراسي معروف سابقاً، ومجدول لدى الوزارة، سؤالي: لماذا لم توفر وزارة التعليم طوال الأشهر الستة الماضية أي خطة تعليمية ناجحة تضمن لأجيالنا وطلابنا تعليماً صحيحاً وسليماً بعيداً عن حلول ضائعة، وُضِعت قبل الدوام بأسبوع، أو أسبوعين؟ هل يُعقل أن بعض إدارات المدارس أخبرت طلابها بعدم الحضور قبل بدء العام الدراسي ب 12 ساعة فقط؟! وهل يعقل أن يناقش مصير ومستقبل وآلية دراسة أكثر من مليون طالب وطالبة في اجتماع قبل العام بأسبوع، أو أسبوعين؟! وهل يصدق أحد أن التعليم بالوسائل الإلكترونية سيجدي نفعاً في ظل عدم وجود بنية تحتية من تجهيزات إلكترونية وتقنية، وشبكات قوية للإنترنت، وخبرات لدى المعلمين أو الطلاب؟! إذاً كم نحتاج من الوقت لذلك، وكيف سيتم التعامل مع شريحة الطلاب المستجدين، أو الطلاب الصغار. المتأمل في طريقة تعامل الوزارة مع التعليم في مدارس المناطق الحدودية سيرى أنها لا توازي المطلوب، أو المفترض في مثل هذه الظروف، وإلا لماذا ضاعت من الوزارة ستة أشهر دون وضع استراتيجية فاعلة وواضحة واستباقية حتى تستطيع تجهيز ما تستقيم به الأمور ويصلح به التعليم؟.