قُتِلَ 16 شخصاً غالبيتهم من المقاتلين الأكراد أمس الأربعاء في هجومٍ انتحاري تبنّاه «داعش» في مدينة القامشلي شمال شرق سوريا، في وقتٍ قطع التنظيم الإرهابي رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر وسط البلاد. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، ب «استهداف انتحاري في عربة مفخخة مقراً للأسايش الكردي في القامشلي» التابعة لمحافظة الحسكة، مُحصِياً سقوط عشرة قتلى منهم وستة مدنيين. وتبنَّى «داعش» الإرهابي الهجوم، مؤكداً عبر بيانٍ نشرته حسابات متشددة على الإنترنت تنفيذه ب «صهريج مفخخ» استهدف القيادة العامة للأسايش (قوات الأمن الداخلي الكردية). ووصف عبدالرحمن الانفجار بأنه «كان ضخماً جداً» ما أصاب 14 مدنياً على الأقل إضافةً إلى القتلى، مشيراً إلى تطويق القوات الكردية المنطقة التي تم استهدافها. وذكر الناشط والصحفي في القامشلي، آرين شيخموس، أن «انفجاراً ضخماً عن طريق سيارة مفخخة استهدف المنطقة الصناعية شرقي المدينة بالقرب من أحد مراكز قوات الأمن الداخلي». وأوضح شيخموس «لم أكن قريباً ولكن كان بإمكاني سماع دويِّه»، متحدثاً عن «كثير من الدمار؛ إذ دُمِّرَت المباني في شارعين». وتعرضت القامشلي إلى تفجيرات مماثلة في وقتٍ سابق، حيث أسفر هجومٌ نفذه ستة مقاتلين متطرفين على فندق في المدينة في مارس 2014 عن مقتل عشرة مدنيين. كذلك؛ قُتِلَ شخص وأصيب ثلاثة آخرون بجروح في تفجير انتحاري بحزام ناسف بالقرب من هذا الفندق في يونيو الماضي. واستهدف هجوم آخر مركز وحدات حماية الشعب الكردية والأسايش في أواخر الشهر التالي ما أسفر عن إصابة ثلاثة أشخاص على الأقل. وتتقاسم القوات الكردية وجيش نظام بشار الأسد السيطرة على المدينة الحدودية مع تركيا، التي يسكنها غالبية من الأكراد والسريان بالإضافة إلى نازحين من مناطق أخرى. في غضون ذلك؛ قطع مسلحون من «داعش» رأس المدير السابق للآثار في مدينة تدمر الأثرية التابعة لمحافظة حمص (وسط). وأبلغ المدير العام للآثار والمتاحف السورية، مأمون عبدالكريم، وكالة «فرانس برس» بإعدام خالد الأسعد (82 عاماً) ظهر أمس الأول على يد مسلحين متطرفين في تدمر. وشغل الأسعد منصب مدير آثار المدينة بين عامي 1963 و2003، ووصفه عبدالكريم ب «أحد أهم الخبراء في عالم الآثار»، قائلاً «كان يتحدث ويقرأ اللغة التدمرية وكنا نستعين به لدى استعادة التماثيل المسروقة لمعرفة ما إذا كانت أصلية أم مزورة». ونشرت مواقع متشددة صوراً تُظهِر جثة الأسعد معلَّقة على عمود كهرباء وتحتها رأسه المقطوع. و«قُطِعَ الرأس في ساحةٍ أمام عشرات الأشخاص»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في الوقت نفسه؛ أفاد عبدالكريم بخضوع الضحية قبل إعدامه لاستجواب خضع له أيضاً نجله وليد الذي شغله في منصبه. ولفت إلى محاولة المستجوبين التعرف على أماكن وجود الذهب في تدمر «لكنها لا تحتوي كنوزاً من الذهب». وسيطر «داعش» على المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي في 21 مايو الماضي بعد اشتباكات عنيفة مع قوات النظام استمرت تسعة أيام.