هذه المرة، وقبل «ساعة الصفر»، كان انتصارها على الضفة الأخرى، على خلية تابعة لحزب الله الشيعي، ما اعترِف بها لاحقاً ب «خلية العبدلي»، بعد انتصارها على الخلية الداعشية في الصوابر. مرّت بعض الدول الخليجية بذات التجربة التي تمر بها الكويت، حيث لعبت الصدفة دوراً في اكتشاف الخلايا النائمة، فالقبض على مهرب مخدرات هو ما دل على الخلية الإرهابية، التي تجمع متفجراتها على مدى ثلاث سنوات. الإرهاب الشيعي، بمعولَيْه إيران وحزب الله، أخذ يزاحم داعش على الظهور، في العراق، وسوريا، والبحرين، والسعودية، وهذه المرة في الكويت. يؤخذ على الأجهزة الأمنية الكويتية أنها لم تلاحظ أيا من تحركات هذه الخلية، على مدى ثلاث سنوات، أما مسألة حضور أفرادها دورات إرهابية خارج البلاد فهذا شأن استخباراتي. بعض أتباع المذهب السني في الكويت طالبوا الداخلية الكويتية بالإعلان عن أسماء المتورطين وهوياتهم، وهي لا شك ستفعل، ربما التأخير لمصلحة التحقيق. عجباً، حتى في إعلان الأسماء يريد الأتباع العدالة، هذا همّكم الكبير، أليس الوطن وسلامته أهم؟ من الجانب الآخر، أليس من واجب الرموز الشيعية، على الأقل في الخليج، أن ينددوا بالعمل الإجرامي؟ قد يجوز أن بعضهم فعل ذلك، لكن لم يكن بالشكل الكافي. الإرهاب لا دين ولا مذهب له، يلبس قبعات مختلفة وينفذ ذات الجرائم في كل مرة، وإن اختلفت الأهداف. يا أمننا الخليجي، عليكم أخذ الحيطة والحذر، فقد لا تخدمكم الصدفة عن كشف تلك الخلايا الإرهابية في المستقبل، لا بأس أن تراقبوا الخلية الإرهابية لبعض الوقت، ثم تقبضوا عليها، وفي هذا سبق أمني سيجيّر لكم في ملف مكافحة الإرهاب. سلمت الكويت من كل شر، وعاشت عصيّة على طغم الإرهاب.