التقى وزير الخارجية عادل الجبير أمس في موسكو وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرجي لافروف. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في المجالات كافة، بالإضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. ووصف وزير الخارجية لقاءه مع نظيره الروسي بالإيجابي والبناء، وأنه اتسم بالوضوح والصراحة وعَكَس الحرص الكبير على تنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها وتكثيفها، مبيناً أن هناك تقارباً في عديد من المواقف المهمة وأموراً تتطلب مزيداً من التفاهم المستقبلي الذي نتطلع إليه. وقال وزير الخارجية إن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مؤخراً لموسكو وضعت الأسس للعلاقات المستقبلية بين البلدين. وفيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية بين المملكة وروسيا، أكد الوزير الجبير أنها لا تتماشى مع حجم البلدين ومكانتهما؛ لذلك اتُّخذ قرار مشترك بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات. وبشأن الوضع في سوريا، قال الجبير إنه رغم وجود اختلاف في وجهات النظر بين بلدينا فيما يتعلق بالأزمة السورية إلا أن هناك توافقاً حيال أهمية توحيد صف المعارضة السورية، مؤكداً أن موقف المملكة تجاه سوريا لن يتغير وهو قائم على إعلان «جنيف 1» وأن لا دور للأسد مستقبلاً مع أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، مشيراً إلى أن أية توقعات أو تصريحات أو تعليقات عن تغير موقف المملكة تجاه سوريا غير صحيحة. وحول الأوضاع في اليمن، أكد وزير الخارجية أنه جرى خلال اللقاء بحث الوضع في اليمن وأهمية التطبيق غير المشروط للقرار رقم 2216 لإخراج اليمن من أزمته وتكثيف الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية. وبشأن الوضع في العراق، أكد الجبير أنه جرى التطرق لهذا الموضوع وأهمية تطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها الصيف الماضي لضمان حقوق جميع الطوائف ولسحب البساط من تنظيم داعش الإرهابي. واختتم وزير الخارجية تصريحه بأنه جرى مناقشة كيفية مواجهة الإرهاب وأهمية التصدي لخطر المقاتلين المنضمين للتنظيمات الإرهابية لما يمثلونه من تهديد لمستقبل شعوبنا. وبشأن عملية السلام في الشرق الأوسط، قال الجبير: كان هناك اتفاق وتفاهم حول إيجاد حل لهذا النزاع الذي طال أمده وعلى أساس مبادرة السلام العربية، وبحثنا بعض الأفكار في كيفية إعادة تفعيل عملية السلام في هذا الشأن وسوف نستمر في هذا الموضوع. وعبَّر وزير الخارجية عن تقدير المملكة العربية السعودية والدول العربية لموقف روسيا على مدى أكثر من ستين سنة في دعم الشعب الفلسطيني الشقيق في محاولته لنيل حقوقه في هذه الأزمة. كما ذكر في المؤتمر الصحفي أن المباحثات تطرقت إلى كيفية مواجهة الإرهاب والتطرف الذي يعاني منه كل العالم وسبل التعاون في المجالات الأمنية وغيرها في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد كل بلدان العالم وخاصة روسيا والمملكة العربية السعودية وكيفية التصدي له ومواجهته ومنع تمويله. من جانبه، أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده تولي أهمية خاصة للزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في يونيو الماضي، وأن الاتفاقيات التي تم التوصل إليها في تلك الزيارة أرست أساساً من أجل تعاون وثيق في كل المجالات المختلفة. وقال إننا في اجتماع الدوحة قبل أسبوع واصلنا النقاش مع وزير الخارجية عادل الجبير بشأن الوضع في الشرق الأوسط، وإننا مسرورون أن تتاح لنا الفرصة لنناقش اليوم بالتفصيل المواضيع المختلفة حول هذه المسألة. وأفاد أنهم ناقشوا أهداف تطبيق التفاهمات أو التوافقات التي يتضمنها إعلان جنيف المؤرخ ب 30 يونيو 2012. وأبان أنه بالرغم من وجود بعض الخلافات في المواقف الروسية السعودية في كيفية السير مع هذا التطبيق بإعلان جنيف، و»لكن يمكنني أن أقول إن أغلب المواقف الروسية والسعودية تتطابق».