قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، إنه على رغم «وجود اختلاف في وجهات النظر بين الرياضوموسكو في ما يتعلق بالأزمة السورية، إلا أن هناك توافقاً حيال أهمية توحيد صف المعارضة السورية». وشدد الجبير في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في موسكو أمس، على أن الموقف السعودي تجاه سورية «لن يتغير وهو قائم على إعلان (جنيف 1)، وأن لا دور للأسد مستقبلاً مع أهمية الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية»، وأكد على أن «أية توقعات أو تصريحات أو تعليقات عن تغير موقف المملكة تجاه سورية غير صحيحة». وتابع: «ونعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية في نمو (داعش) في سورية هو بشار الأسد، إذ إنه في السنوات الأولى كان يوجه سلاحه تجاه شعبه وتجاه المعارضة السورية المعتدلة، مما جعل (داعش) ينمو في سورية ويسيطر على مناطق كبيرة من البلاد». إلا أن الوزير الروسي قال: «لدينا خلافات، ومن هذه الخلافات مصير الأسد. موقفنا هو أن كل القضايا المتعلقة بالتسوية بما في ذلك التوصل إلى اتفاق على شكل فترة انتقالية وإصلاحات سياسية يجب أن يحدده السوريون أنفسهم». وفي شأن الوضع في العراق، أوضح الجبير أنه جرى التطرق لهذا الموضوع وأهمية تطبيق الإصلاحات التي تم الاتفاق عليها الصيف الماضي، لضمان حقوق جميع الطوائف ولسحب البساط من تنظيم «داعش» الإرهابي. وأشار إلى أن الجانبين ناقشا الوضع في اليمن، وأهمية التطبيق غير المشروط للقرار رقم 2216 لإخراج اليمن من أزمته وتكثيف الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية. ونوّه وزير الخارجية السعودي بالعلاقات بين الرياضوموسكو، وأكد أن المحادثات التي أجراها ناقشت «كيفية مواجهة الإرهاب وأهمية التصدي لخطر المقاتلين المنضمين للتنظيمات الإرهابية لما يمثلونه من تهديد لمستقبل شعوبنا»، ووصف لقاءه بالمسؤولين الروس بالإيجابي والبنّاء، وأنه اتسم بالوضوح والصراحة وعكس الحرص الكبير على تنمية العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتطويرها وتكثيفها. وقال إن زيارة ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان أخيراً، لموسكو وضعت الأسس للعلاقات المستقبلية بين البلدين، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين «لا تتماشى مع حجم البلدين ومكانتهما، لذلك اتُّخِذ قرار مشترك بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات». من جهته، أكد لافروف أن «بلاده تولي أهمية خاصة للزيارة التي قام بها ولي ولي العهد السعودي، وأن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في تلك الزيارة أرست أساساً من أجل تعاون وثيق في كل المجالات المختلفة». ونوّه لافروف باهتمام خادم الحرمين الشريفين بتعزيز العلاقات بين البلدين. وقال: «نحن أكدنا الدعوة التي وجهها الرئيس لخادم الحرمين الشريفين لزيارة روسيا في وقت مناسب له، ونحن على يقين من أن مثل هذه الزيارة ستعطي زخماً قوياً جديداً لتعزيز العلاقات بين روسيا والسعودية في المجالات كافة».