أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس، أن أربع سيارات مصفحة تابعة لها تم إحراقها في دونيتسك معقل الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا، منددة ب»حريق إجرامي». وشوهدت هذه السيارات الرباعية الدفع وقد احترقت إطاراتها وتحطم زجاجها، جراء الحريق داخل موقف فندق «بارك إن» في وسط دونيتسك الذي يشكل مقرا لمراقبي المنظمة في الشرق الانفصالي. وتحدثت المنظمة عبر موقع تويتر عن «تدمير أربع آليات مصفحة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا خلال الليل، في حريق إجرامي استهدف مقر بعثة المراقبة التابعة للمنظمة في دونيتسك»، دون تفاصيل إضافية حتى الآن. وأضاف المصدر نفسه أن «بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا تأسف لهذه الأعمال». وتبادلت كييف والمتمردون الاتهامات بالمسؤولية عن هذا الهجوم. وقال المتحدث العسكري الأوكراني اولكسندر موتوزيانك، إن «ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا ينشرون عددا كبيرا من المعلومات التي لا تصب في مصلحة المتمردين. من المؤكد أنها فعلتهم». لكن المتمردين رفضوا هذا الأمر، محملين «مخربين أوكرانيين» مسؤولية الحادث، بحسب موقع رسمي لهم. و أورد الموقع نقلا عن «قوات النظام» في جمهورية دونيتسك الانفصالية، أن «سكان جمهورية دونيتسك الشعبية مستاؤون من بعثة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي تفتقر تقاريرها إلى الموضوعية، لكن الحادث هو استفزاز بحت». ووعد المسؤول الانفصالي دنيس بوشيلين ب «تعزيز الإجراءات الأمنية» للحؤول دون تكرار هذه الحوادث. وتكررت الهجمات على مراقبي المنظمة في الآونة الأخيرة في منطقة النزاع، حيث تستمر المواجهات الدامية رغم إعلان تهدئة في منتصف فبراير في إطار اتفاقات مينسك-2، التي وقعت بفضل وساطة فرنسية ألمانية. وفي هذا السياق، لفت الجيش الأوكراني أمس إلى مقتل جندي وإصابة 10 في الساعات ال 24 الأخيرة، مؤكدا أن الأعمال القتالية مستمرة على طول خط الجبهة. وأصيب مراقب بجروح طفيفة نهاية يوليو، في إطلاق نار استهدف بعثة المنظمة في قرية شيروكيني، التي تبعد 10 كيلومترات من ميناء ماريوبول الاستراتيجي، آخر مدينة في منطقة النزاع تسيطر عليها كييف. وعلى الأثر، أعلنت المنظمة أنها ستعيد النظر في أنشطتها في منطقة النزاع، بسبب تكرار هذا النوع من الحوادث. ونشرت المنظمة مئات من المراقبين خصوصا في شرق أوكرانيا، حيث أسفر النزاع بين الانفصاليين الموالين لموسكو والجيش الأوكراني عن أكثر من 6800 قتيل في 15 شهرا.