دخلت المسلسلات التركية للبيوت السودانية مثل جميع البيوت في العالم العربي دون أي إذن كغيرها من المسلسلات المدبلجة الأخرى، التي عشقتها القلوب وأحبتها لأنها وجدت الفراغ العاطفي داخل المجتمع السوداني المحافظ، ومن تلك المسلسلات حريم السلطان ونور ومهند، بالإضافة إلى حب الاستطلاع إلى التاريخ المفقود، ورغبة الشباب في التمرد والخروج عن النظام العام، مع العلم بأن الإسلام يعتبر مرجعية لنا كمجتمع سوداني محافظ كما أسلفت الذكر، كما أن هذه المسلسلات التركية تعتبر عودة للقوة التركية عبر هذه البوابات، ومن ذلك حولت تركيا كنموذج للتصالح والسلام، وكما نبهت الجميع إلى عامل السياحة في الدولة التركية ودعمته أكثر، بالإضافة إلى ظهور الدور التركي في عديد من المحافل، وهي أيضاً رسالة كبيرة للتحديث مع العلم بأن داخل تركيا تيار إسلامي محافظ يرفض تلك المسلسلات، وأعتقد أنها جاءت لكبح الشرخ المالي لدى المنتج العربي الذي يقدم دراما وأخرى. ومن مساوئ أو مآخذ هذه المسلسلات الاقتداء بتلك المسلسلات، حيث حالات الطلاق كثيرة داخل أضابير المحاكم، وآخرون يرجعونها إلى حالة الحصار الاقتصادي المفروض على السودان، وآخرون يذكرون أنها نتاج لمجموعة من العلاقات خارج إطار الزوجية، كانت هذه المسلسلات سبباً كبيراً لها، كما تبرز تركيا كقوة حربية وقوة استخباراتية مع العلم بأن جميع المسلسلات التركية لا تخرج عن النسق العام للخط التركي المتبع. هذه جملة من النقاط من موجب وسالب حول المسلسلات التركية وتأثيرها على المجتمع.