أوصت دار الإفتاء المصرية بضرورة توثيق أحداث القتل والتمثيل بالجثث والمقابر الجماعية التي ينفذها أعضاء تنظيم داعش الإرهابي والجماعات المتطرفة، وتقديمها للمجتمع الدولي بصورة دورية، بالإضافة إلى إدانة الدول التي تدعم الإرهاب بصورة أو بأخرى، ليتضح للعالم الوجه القبيح لهذا الإرهاب الأسود. وبينت الدار أن "المقابر الجماعية أصبحت وسيلة هذه الجماعات الإرهابية للخلاص ليس من أعدائهم من العسكريين والمدنيين الأبرياء فحسب؛ بل من أعضائها لإخفاء جرائمهم في حق البشرية". وكشفت دار الإفتاء عن أنه تم توثيق ما يقرب من أربعة آلاف حالة إعدام من قبل تنظيم داعش الإرهابي فقط في العام الماضي، تنوعت بين الرمي بالرصاص أو النحر أو فصل الرؤوس عن الأجساد أو الرجم أو الرمي من شاهق أو الحرق. وعلقت دار الإفتاء في تقرير أعده مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة، اليوم، قائلة، إن "تلك التنظيمات دأبت على بث رسائل مفادها أن من يعيشون تحت مظلتنا ينعمون بالأمن والعدل ورغد العيش، فأخذت تسيطر بسهولة على المناطق وتنزع يد الدولة عنها وتصبغها بصبغتها، لضم الموالين لها وتتخلص من الرافضين بأحكام وقوانين صنعتها لنفسها، وبذلك يزيد عدد الداعمين لها، مستغلة غياب الدولة في هذه المناطق وحاجة الناس إلى العيش الكريم". وأوضحت دار الإفتاء المصرية، أن "تلك التنظيمات لا تفرق بين مدني وعسكري، فمعيار النجاة عندهم التوبة والتبرؤ من الأنظمة والقوانين الوضعية، حتى من نظم التعليم، والاحتكام لشرع الله، متوعدة من يعود إلى ما كان عليه في السابق أو يعارض بالقتل دون رحمة، وقد أكدت التقارير الرصدية ارتفاع حالات القتل التي أثبتتها تلك المقابر الجماعة المكتشفة حاليًا". وقالت الإفتاء، إن هذه التنظيمات عمدت إلى تنشئة أجيال تتبنى أفكارهم الهدامة في المدارس التي تقع تحت سيطرتها لتفرض عليها مناهج تعليمية مشبعة بأفكارهم الظلامية، وإلغاء المناهج الأخرى التي تعتبرها مناهج باطلة مدعومة من الطواغيت، وإخضاع المدرسين لما يسمى "الدورات الشرعية" بعد التوقيع على أوراق "استتابة" ليتشبعوا بالمناهج الجديدة، لينشأ النشء على هذا الفكر المتطرف ويكفيهم عناء تجهيزه ليكون قنبلة مفخخة تنفجر في المسلمين.