ينطلق اليوم الأربعاء في مدينة بريدة أكبر مهرجان للتمور في العالم، الذي يعد أكبر فعالية اقتصادية فريدة في هذا المجال من نوعها، يلتقي خلالها المزارعون والتجار والمتسوقون على مدى 40 يوماً مقبلة لبيع وشراء الأصناف المختلفة من أجود أنواع التمور التي تشتهر بها منطقة القصيم. ويسجل مهرجان «بريدة عاصمة التمور» هذا العام حضوراً مميزاً بفعاليات جديدة وبرامج ثرية، كما ستشهد انطلاقة المهرجان تغييراً جذرياً في منظومة العمل والآلية، التي حرص المنظمون من خلالها على إحداث التطوير، الذي سيسهم في تنشيط حركة السوق اليومية ودقة الحركة التجارية وتقييمها وفق معايير مدروسة. ويعد المهرجان ضمن المشاريع الدورية السنوية واسعة النطاق لأمانة القصيم، وتوليه اهتماماً بالغاً، وتسعى إلى رفع نسبة التنفيذ الكامل لمدينة التمور في بريدة، وتهيئة السوق لاستقطاب الكم الهائل من السيارات والمتسوقين. وعد أمين منطقة القصيم المشرف العام على مهرجان بريدة للتمور المهندس صالح الأحمد، نجاح تنظيم المهرجانات الماضية بأنها أعطت مزيداً من التميز لفريق العمل الهادف إلى تطوير العمل وتحقيق التطلعات، والعمل على إضافات تسهم في اكتساب مستجدات تبرز مهرجان التمور، مبيناً أن الأمانة خلال الفترة الماضية سخّرت جهودها لتقديم الخدمات للمزارعين ورواد السوق في أحد أهم أسواق التمور سعياً لتحقيق التميز والنجاح للمهرجان الذي يعد استغلالاً لأحد أهم مقومات المنطقة الاقتصادية، ويستثمر القيمة الكبيرة التي ترمز لها النخلة في المنطقة. ونوه بالدعم الذي تجده مدينة التمور ومهرجانها من صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، الذي يولي اهتماماً بالغاً بالمهرجان ويحرص على متابعته، كما يقوم بزيارته تفقداً ولقاءً بأبنائه وإخوانه المزارعين والبائعين والمتسوقين. من جهته، كشف الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالعزيز المهوس، أبرز ملامح خطة عمل المهرجان الذي سينطلق اليوم الأربعاء وسط منظومة متكاملة من الخدمات المساندة بما يخدم المزارع والتاجر والمستهلك في المهرجان، موضحاً أن اللجنة التنفيذية مهتمة بضبط الجودة في السوق لضمان سلامة منتج التمور من الغش والمخالفات؛ ومعاقبة المخالفين وتغريمهم إن وُجدوا من قِبل أمانة منطقة القصيم عبر محاضر رسمية. وأشار خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته اللجنة التنفيذية للمهرجان مساء أمس في مركز النخلة بمدينة التمور جنوببريدة إلى أن اللجنة ستركز على إحصاء حركة السوق والكميات الواردة إليه وستلتزم بالإعلان عنها للجميع بكل شفافية ودون مبالغات؛ كما ستفعّل دور الدلالين في السوق وتجعلهم شركاء في المسؤولية لضبط الجودة في السوق؛ لافتاً إلى أن ما يتم تداوله من أسعار عالية لعدد محدود من عبوات التمور لا ينبغي الالتفات إليه ولا أن يؤخذ كقياس لواقع السوق الفعلي. وأفاد المهوس أنه تم إنشاء ساحة مخصصة للتحميل والتنزيل وشحن التمور على مساحة 12000م2 تم تهيئتها بالكامل بالتعاون مع أمانة القصيم، وإنشاء مكاتب وخدمات مساندة فيها لخدمة التجار في عملية التصدير إلى مناطق المملكة وخارجها؛ كما عملت اللجنة هذا العام على استحداث سوق تجزئة داخل خيمة بمساحة 1500م2 تضم 70 مبسطاً مخصصة للسعوديين لخدمة المتسوقين في سوق يطغى بيع الجملة فيه على مبيعاته؛ إذ سيكون العرض متاحاً طيلة أوقات عمل المهرجان وليس حصراً على وقت المزايدات، مما يتيح للمستهلكين فرصة الشراء خارج أوقات المزايدات. وقال إن من أهداف سوق التجزئة تنظيم البسطات الأرضية التي تنشأ إلى جوار السوق والقضاء على العشوائية فيها؛ معتبراً إياها بمنزلة «سوق رديف» سيعمل على مدى شهرين ونصف الشهر وبرسوم رمزية. وأفاد بأنه تم تجهيز خيمة «بانورامية» لخدمة زوار المهرجان ترتفع عن مستوى الأرض نحو مترين لاستخدامها في ضيافة المهرجان وكأستديو مشاهدة مطل على السوق؛ وإيجاد الصرافات الآلية المتنقلة لبعض البنوك المحلية وإيجاد مطعم ومقهى للمهرجان. وأوضح المهوس أن اللجنة التنفيذية قامت بتنظيم عدد من الفعاليات المصاحبة للمهرجان بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وبرنامج «بارع» كجانب ترفيهي وترويحي لزوار المهرجان، ومن ذلك إنشاء قرية التمور وما تضمه من فعاليات متنوعة؛ وفعالية «ظلال النخيل» التي ستنطلق غداً، إذ تم اختيار مزرعة مخصصة على طريق «الصباخ» لهذا الغرض؛ بما يتسنى للعائلات والشباب على حد سواء الاستمتاع بأجوائها؛ وفعالياتها التي من بينها «تيلي متش» النخيل ذات السبع مراحل ترفيهية؛ التي ستكون مزاراً للجميع. ولفت إلى أن المهرجان سيعقد عديداً من الندوات والدورات التدريبية المتعلقة بالنخيل والزراعة بالتعاون مع جامعة القصيم ومديرية الزراعة في المنطقة؛ ومسرحيتين عن التمور بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون؛ وكذلك إقامة مسابقة للتصوير محورها الأساس «النخيل» وخصصت لها جوائز قيّمة ولجنة حكم محايدة، مشيراً إلى أنه تم استحداث «متجر للهدايا» كل مبيعاته تحمل اسم «تمور بريدة»؛ وخصص لطلاب المدارس برامج زيارات يتخللها تقديم هدايا وأدوات تفاعلية تربطهم بالتمر والنخيل. من جانبه، استعرض مساعد الرئيس التنفيذي للإعلام والنشر عبدالله الزيد، في المهرجان، ملامح الخطة الإعلامية لمهرجان هذا العام وآلية عملها من خلال اللجان المختلفة، ومن أبرزها المركز الإعلامي ووحدة الإعلام الخارجي والأجنبي، وتفعيل مواقع التواصل الاجتماعي بشتى وسائله المختلفة، وتجنيد طواقم مدربة وخبيرة في هذا الشأن لإدارة محتواها؛ موضحاً أنه تم تبني هوية جديدة للمهرجان تحت شعار «تمورنا ذهب» في إشارة إلى الأثر الاقتصادي لمنتج التمور على اقتصاد المنطقة والمملكة.