ينطلق اليوم (الأربعاء) في بريدة أكبر مهرجان للتمور في العالم وهو أكبر تظاهرة اقتصادية فريدة من نوعها، تمثل نافذة تسويقية هامة ينتظرها المزارعون سنوياً، وتستمر 40 يوماً، تجمعهم بالتجار والمستهلكين من داخل السعودية وخارجها، ويجري خلالها صفقات يومية تقدر بملايين الريالات نتيجة بيع وشراء الأصناف المختلفة من أجود أنواع التمور التي تشتهر بها منطقة القصيم. ويسجل مهرجان «بريدة عاصمة التمور» هذا العام حضوراً مميزاً بفعاليات جديدة وبرامج ثرية، منها ما يدعم المهرجان اقتصادياً ومنها ما يعزز السياحة الريفية، وسط تغيير جذري في منظومة العمل والآلية، إذ حرص المنظمون من خلالها على إحداث التطوير، الذي سيسهم في تنشيط حركة السوق اليومية، ودقة الحركة التجارية وتقويمها وفق معايير مدروسة. وخلال مؤتمر صحافي عقدته اللجنة التنفيذية للمهرجان مساء أول من أمس، سلط الرئيس التنفيذي للمهرجان عبدالعزيز المهوّس الضوء على أبرز ملامح خطة عمل المهرجان، وقال إن منظومة متكاملة من الخدمات المساندة تم تهيئتها بما يتواكب وخدمة هذا المهرجان الاقتصادي الأضخم من نوعه على مستوى العالم ويخدم المزارع والتاجر والمستهلك، مشيراً إلى أن اللجنة التنفيذية ستركز على إحصاء حركة السوق والكميات الواردة إليه بكل دقة، وأنها ستلتزم بالإعلان عنها وعن أسعار التمور بكل شفافية، منبهاً إلى أن الأسعار العالية التي يتم تداول صورها أحياناً بوسائل التواصل الاجتماعي لعبوات محدودة من التمور لا تمثل واقع أسعار السوق الفعلية. وقال إنه «استجابة لمقترحات عدد من تجار التمور حيال إيجاد مكان خاص بالتحميل والتنزيل، تم إنشاء ساحة مخصصة لهذا الغرض على مساحة 12000 متر وتم تهيئتها بالكامل وإنشاء مكاتب وخدمات مساندة فيها لخدمة التجار في عملية التصدير إلى خارج المنطقة أو خارج السعودية». وأضاف أن اللجنة عملت هذا العام على استحداث سوق تجزئة لخدمة المتسوقين في السوق الذي يطغى بيع الجملة على مبيعاته، إذ سيكون العرض متاحاً طوال أوقات عمل المهرجان، وليس حصراً على وقت المزايدات داخل خيمة خصصت لهذا الغرض بمساحة 1500 متر، ما يتيح للمتسوقين الذين يأتون بعد انتهاء «الحراج» الشراء من سوق التجزئة هذه، كما أنه يهدف إلى تنظيم البسطات الأرضية التي تنشأ بجوار السوق والقضاء على العشوائية فيها، مبيناً أنها بمثابة «سوق رديف» وتم حتى الآن تسجيل 70 مبسطاً لمصلحة سعوديين سيبيعون فيها على مدى شهرين ونصف وبرسوم رمزية، مضيفاً أن اللجنة تلقت طلبات 250 بائعاً لحجز أماكن لهم في هذا السوق. ولفت إلى أن المهرجان سيعقد عدداً من الندوات والدورات التدريبية المتعلقة بالنخيل والزراعة، وذلك بالتعاون مع جامعة القصيم ومديرية الزراعة في القصيم، ومسرحيتين عن التمور بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون، كما سيتم إقامة مسابقة للتصوير محورها الأساسي «النخيل» وخصصت لها جوائز قيمة ولجنة تحكيم محايدة، كما تم استحداث «متجر للهدايا» كل مبيعاته تحمل اسم تمور بريدة. وشدّد الرئيس التنفيذي لمهرجان تمور «بريدة عاصمة التمور» على أنهم لن «يدللوا الدلالين في سوق التمور»، وقال إننا ندرس حالياً أن يتحمل «الدلال» مسؤوليته في السوق وأن يستشعر مسؤوليته في المساهمة في رفع مستوى جودة التمور المعروضة، ومن ذلك عدم سماحه بدخول مقاسات عبوات التمر من الكرتون لا تطابق المقاسات، وكذلك الأمر لنوع التمور وأنها من صنف واحد ومتجانس من دون أن ينتظر فريق ضبط الجودة في المهرجان. وتوقع المهوّس انتهاء أزمة عبوات التمور من الكرتون التي تواجه المزارعين بعد احتراق أش``هر مصانعها في القصيم الفترة الماضية خلال عشرة أيام، وذلك بعد التعاقد مع مصانع في جدة والرياض لتوريدها، مبيناً أنه تقديراً من اللجنة المنظمة لظروف نقص عبوات التمور الكرتونية في السوق التي باتت تؤرق المزارعين، فقد تم السماح للمزارعين باستخدام العبوات المستخدمة شريطة نظافتها وعدم اتساخها وذلك كحل موقت.