فشل «التنَّاك» محمد العسيف في تعليم عدد من الشباب وصفهم ب «الجيل الجديد»، حرفة صنع الصناديق والحصالات ومجمرة الفحم من المعدن. وفي الخيمة التراثية بمهرجان عيد وصيف الشرقية، الذي تشترك في تنظيمه أمانة المنطقة وغرفة الشرقية ممثلة في صندوق المناسبات يجلس العسيف، بجانب عدد من الحرفيين، ممسكاً مطرقته وسندانه لممارسة مهنته التي ورثها عن أبيه منذ مايقارب 30 عاماً، في صناعة الصناديق والحصالات المعدنية. العسيف شارك بمهنته في عدة مهرجانات منها مهرجان الجنادرية، ومهرجان الخبر وبعض المهرجانات المحلية. ويقول العسيف»المهرجانات تعرف الناس على بعض هذه المهن، وأكثر زبائنه من كبار السن الذين يحاولون تزيين منازلهم ببعض الأدوات التي تذكرهم بالزمن الجميل»، مضيفاً أنه حاول تعليم الجيل الجديد المهنة، إلا أنه لم ير لديهم الإصرار والحماس في تعلمها. لافتاً إلى أنه من خلال عمله في المهرجان يقوم بتعريف الزوار بمهنته وإشباع فضولهم من خلال تعريفهم بدور كل أداة وفيم تستخدم. وفي جانب آخر يجلس حسين آل فويّز، الذي يعمل في المهن البحرية المتعلقة بصناعة شباك الصيد منذ 40 عاما، ومن أشهرها «الدنادين» للغطس و»القراقير» للصيد. ولفت آل فويز إلى أنه قام بتدريب عدد من الشباب على كيفية صناعة غزل الشباك التي تستخدم في صيد الأسماك، مؤكداً أن الهدف هو الحفاظ على تراث الآباء والأجداد الذين كانوا يمتهنون الصناعات والحرف القديمة، مشيراً إلى أن صناعة الشباك التي تعتمد عادة على خيوط الغزل لها اشتراطات ومواصفات، كأن يكون الصانع صياداً ولديه خبرة كافية بأصناف الأسماك والمهارة في صنع فتحات الشباك، التي تستلزم أن تكون ذات قياس واحد، وكل شبكة تحتاج إلى فترة من الزمن لإنجازها وذلك حسب نوعها وطولها، وأضاف أن ظهور الآلات أثر على عملنا، فمعظم الصيادين (الحداقة) تحولوا لشراء الشباك، التي تصنعها نظراً لقدرتها على إنتاج أكبر عدد في أقل زمن، ولذلك فإن أغلب الصناع تركوا المهنة، وبعضهم الآخر أصبح يصنعها كهواية يمارسها بسبب ضعف مردودها المادي، ما أدى إلى اندثار صناعة الشباك يدوياً. وفي سياق آخر جذبت خيمة مسرح الطفل المقامة في الواجهة البحرية بالخبر العديد من الزوار، الذين اعتبروا التوجه إلى الخيمة أحد أهم وأبرز الزيارات التي يجب أن يقوموا بها يوميا. ونجحت الخيمة في لفت أنظار الكبار والصغار إليها، وذلك لاحتوائها على العديد من المسرحيات الهادفة التي تناسب كافة الفئات العمرية المختلفة. كما تقام يوميا عشرات المسابقات التي تعتمد على الذكاء وابتكار الأفكار ويتم توزيع مئات الهدايا على الفائزين. وأوضح المخرج والكاتب المسرحي أمين طالب أن معظم المسرحيات المباشرة في مسرح الخيمة، تهدف الى إيصال معاني سامية في مجالات عدة منها التوعوي والفكري والترفيهي للأطفال، مشيرا إلى حرص أولياء الأمور على مشاهدة هذه المسرحيات والتركيز على أدق تفاصيلها. وبين طالب أن سيناريوهات المسرحيات تمت كتابتها بعناية وبأسلوب علمي مشوق، والاستعانة بممثلين شباب مؤهلين بغرض إيصالها إلى أكبر شريحة ممكنة من الزوار. وذكر المؤلف طالب أن المسرحية الأولى تتعلق بالألوان ومدى أهميتها في حياتنا، ودور الألوان في حياتنا وما تسببه لنا من البهجة والسرور والزينة، إضافة إلى تأثيرها على نفوس البشر من ملبس ومركب وحتى بعض المأكولات، فهي انعكاس لحالة مؤقتة أو طويلة الأمد لكياننا. وأوضح طالب أن من ضمن المسرحيات الرئيسة المقامة على مسرح الأسرة والطفل في الواجهة البحرية بالخبر مسرحية «حياة»، وتهدف إلى مساعدة الأزواج لزوجاتهم في المنزل، والقيام ببعض الأعمال المنزلية من غسيل وكي ملابس وتنظيف المنزل، وإيصال رسالة مفادها مساعدة الزوجين في المنزل، وأن مثل هذه الأعمال يمكن المشاركة فيها من قبل الأسرة.