أعاد مهرجان الساحل الشرقي في نسخته الثانية، الذي تنظمه لجنة التنمية السياحية بالمنطقة الشرقية حالياً في متنزه الملك عبدالله بواجهة الدمام البحرية، مهنة «التنَّاك» التي تُعد إحدى المهن التي غابت في المنطقة الشرقية، ولم يتبق من ممارسيها إلا القليل. وتعتمد المهنة على صناعة الصناديق لحفظ الوثائق وصكوك المنزل أو ما يسمى «البروة»، وكذلك تستخدم لتخزين الرز والسكر. ويبين «التنَّاك» علي عبدالله القطري، أن «التنَّاك» مهنة قديمة يقوم من خلالها بصناعة الصناديق لحفظ «البروة» فيها، وهي أوراق صكوك البيت، كما يقوم بصنع «الحصالات» وهي صندوق تجمع فيه النقود للأطفال وتنشئ فيهم ثقافة الادخار، بالإضافة إلى صنع «ضرابة الفحم» وعليها إقبال كبير في الزمن القديم، ويستخدم في صناعتها الصاج والمطرقة والسندان. وأضاف أن السعر يتم تحديده عن طريق نوعية الصاج المستخدم، لافتاً في الوقت نفسه إلى أن المهنة ورثها عن أبيه كهواية، وكذلك من أخيه الأصغر الذي أمتهن تلك الهواية، مبيناً أن هناك طلبات خاصة يمكن صنعها حسب رغبة الزبون مثل: مصب الزلابية والطشت المخصص للعجين لصناعة الخبز. وأشار القطري إلى أن مهنة «التناك» تكاد تكون معدومة هذه الأيام لأن سوقها لا يغري كثيرين، بسبب غزو البضائع المستوردة كل مناحي الحياة، ممتدحاً في الوقت نفسه جودة الصناعة المحلية عن المستوردة. وذكر أنه يستخدم بجانب المطرقة والسندان أدوات أخرى مثل: البيب والمقص، ويمارس المهنة كهواية ويقوم بتجهيز طلبات زبائنه حسب طلباتهم في بيته. وأبدى القطري سعادته بتجربته في مهرجان الساحل الشرقي بقوله: «أنا سعيد بالمشاركة وسعيد بالإجابة عن أسئلة الزوار وتثقيف الجيل الحالي بصناعة ومهن آبائهم وأجدادهم التي يجب الحفاظ عليها من الاندثار».