كنت في حديث مع شخص تجاوز الثلاثين من عمره، اشتكى إليَّ من صفة يراها سيئة في نظره، وهي أنه حتى هذه الأيام يخجل من مواجهة الآخرين والتواصل معهم. تحدثنا كثيراً عن هذه الصفة، التي قد تكون إيجابية أحياناً إلا أنها تمتاز بالسلبية إذا استمرت معه خاصة في هذه الأيام، فالخجل يعتبر أحد معوقات الاتصال بالآخرين والتأثير فيهم. هذا الحديث جعلني أرجع قليلاً بذاكرتي إلى الوراء، ووجدت نفسي أنني كنت يوماً ما أحمل هذه الصفة، وقد يكون كثير من الناس يصعب عليه التخلص منها بشكل تدريجي، ما جعلني أكتب هنا سطوراً تتحدث عن الخجل. الخجل هو الشعور بالحرج والاضطراب عند مواجهة الناس عموماً، وعلى هذا فهو يختلف عن الحياء، الذي هو شعور بالانقباض والحرج عن فعل ما يشين، أو ذكره، وعلى هذا فالحياء محمود، والخجل مذموم. ومن مظاهر الخجل: توتر الأعصاب عند لقاء الآخرين، التلعثم في الكلام وعدم القدرة على التفاهم معهم، اضطراب الجوارح واحمرار الوجه، عدم الثقة بالقدرة على مباشرة كثير من الأعمال بحضور الآخرين. ولعلاج مرض الخجل: -1 يجب على الخجول الاندماج اجتماعياً ضمن مجموعة زملاء العمل، الجيران، والأقارب، ومشاركتهم في أنشطتهم من رحلات، ومناسبات، الخ. -2 مارس بعض الأعمال الرياضية الجماعية مع إحدى المجموعات. -3 ألقِ بعض النكت المضحكة على الآخرين، وشاركهم في الضحك. -4 حاول أن تتعرف على مَنْ تلقاهم في بعض المناسبات مثل الطائرة، الحافلة، أو بعض الأماكن العامة، وحاورهم، وتعرَّف على أفكارهم. -5 عند عرض أفكارك حاول أن تقنع نفسك بأنك تتحدث لوحدك وليس أمامك أحد عند الحديث. -6 حافظ على صلاة الجماعة، وتولى الإمامة خاصة في الصلاة الجهرية عندما تتاح لك فرصة لذلك. -7 احرص على أن تشارك الآخرين في الحديث عندما يكون موضوع الحديث في الجوانب التي تعلم تفوقك فيها. -8 إذا أحسست بتوتر أعصابك حاول أن تسترخي قليلاً، ثم ارجع إلى التحدث مع الآخرين. -9 قبل مواجهتك الآخرين خطط لكلماتك وأفعالك، وتوقع ردة فعل المستقبِل، وحاول أن تطبِّق ذلك أكثر من مرة. -10 حاول أن تقرأ كثيراً من الكتب التي تتحدث عن «كيف تكسب الثقة في نفسك» فهي تقدم معالجة عامة لمثل هذا العائق وغيره.