اعتبر أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة الملك سعود الدكتور عبد العزيز العمر برامج التطوير وتحديث التعلم المعلن عنها، ليست سوى بهرجة إعلامية وفلاشات، ولن تحدث أي شيء على أرض الواقع، وأن مناهج التعليم تهرب من مواجهة الواقع و قضاياه إلى الماضي، وتربي لدى الطالب الطاعة والتسليم، وتُحرّم الفنون والمنطق وعددا من العلوم والمعارف الأخرى. وأشار العمر في محاضرة «تعليمنا: أزمات وحلول»، في خميسية الجاسر، أمس، إلى أن قيادات التعليم في المملكة، الديموقراطية والمنفتحة والأخرى التي حاولت إبقاء الوضع على ما هو عليه، لا تتم مساءلتها ومحاسبتها، وتساءل عن غياب المساءلة لقيادات التعليم العالي، حول فشل نصف خريجي كليات المعلمين في اختبار كفايات، مؤكدا أن سياسة التعليم كانت إلى وقت قريب شيئا مقدسا وكان المساس بها جريمة. وأضاف أن الطالب لدينا يخرج من المدرسة إلى المجتمع، وكأنه انتقل إلى كوكب آخر، فالمدرسة التي تأتيها التعليمات دائما من الأعلى، وما يقدم فيها منعزل عن أرض الواقع، فمدارسنا مثل المصنع الذي ينتج صنفا واحدا من المنتجات، ومتى ما أراد طالب التميز أو أتى بشيء يختلف عن السائد والنمط يقمع ويعتبر منتج تالف. وطالب العمر بتخصيص مبالغ مجزية لتطوير التعليم، والاهتمام بمشروع الابتعاث، إضافة إلى توفر المناخ الجيد من الشفافية وزيادة المساحة المتاحة للنقد والحوار، ووجود الإعلام الذي يُسهم في رفع الوعي المجتمعي، مؤكدا أن مستوانا في التعليم لا يتناسب مع الإمكانيات الاقتصادية للبلد.