التقيت به أول مرة قبل أكثر من 22 عاما في المستشفى المركزي بالدمام كان حينها عائداً من بريطانيا بعد أن أكمل دراساته التخصصية والعليا، وهو من السعوديين الأوائل الذين أجروا عمليات القسطرة القلبية في المستشفى بالمنطقة الشرقية، وكانت استكشافية فقط، وكان يتمنى أن تتوفر الإمكانات كي يتمكن من تطبيق ما تعلمه كعمليات قسطرة علاجية وبعد سنين طويلة تحققت الأمنية، ليفتتح بعد ذلك مركز البابطين لعلاج أمراض القلب، ويكون الدكتور والاستشاري السعودي شكري السيف، واحدا من أهم أعمدة المركز، الذين أسسوا وطوروا أساليب العلاج وعمليات القسطرة القلبية. الدكتور شكري السيف طبيب ماهر أخلص لمهنته ووطنه طوال سنين عمله، وعلى حساب علاقاته الاجتماعية. أصبح المستشفى بيته الرئيس ومرضاه هم أهله وأصدقاؤه، وهم دائما هكذا المخلصون لعملهم وإنسانيتهم. شكري السيف الطبيب والإنسان. كم من النفوس التي كان سببا في إحيائها بعد الله عز وجل. وبالتأكيد فإنه ليس الوحيد الذي يملك تلك المميزات، فالوطن يزخر بالمبدعين والمخلصين أمثاله في كل المجالات، لكني هنا أتحدث عن هؤلاء الذين يساهمون في إحياء النفس سواء بالعلاج أو العمليات الجراحية أو في أي مجال، حتى الذين يقومون بالتصدق على الفقراء أو تعليمهم مهنة لكي يعتاشوا منها، ويحيوا بذلك تلك النفوس المحتاجة. هؤلاء هم أبناؤنا الذين يضحون بوقتهم وجهدهم لخدمة إخوانهم ووطنهم. هؤلاء الأطباء من أكثر الناس معاناة خاصة في علاقاتهم الأسرية والاجتماعية. ومثلهم الممرضات والممرضون. فكم من مريض اقترب من حافة الموت وساهم الأطباء بعد الله في إنقاذهم من الموت، وكم من جائع أطعمه متصدقون بعد الله لينقذه من الموت. يقول تعالى في سورة المائدة الآية 32 (من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً..) هؤلاء هم من نريد ومن نحترم وليس من يريدون إغراقنا بالدماء والدمار والقتل وموت كل شيء، البشر والشجر. هؤلاء هم من يستحقون منا الشكر والتقدير المادي والمعنوي. الدكتور شكري يقول سوف أتفرغ لعلاقاتي الاجتماعية وأسرتي أول يوم في تقاعدي.