أوضحت اختصاصية التثقيف الصحي في مركز سعود البابطين لطب وجراحة القلب نهى الشعلان، بأن زحمة الطرق تؤخر وصول مرضى القلب إلى المستشفيات في الوقت المناسب، وتنعدم في الشوارع المحلية المسارات الخاصة للطوارئ بسبب افتقاد التواصل بين مهندسي الطرق والأطباء، رغم تعلق كثير من الجوانب المرضية بهندسة الطرق، وقيمت الشعلان عجز مرضى القلب عند إصابتهم بآلام الذبحة الصدرية عن الوصول إلى المستشفى خلال 75 دقيقة كحد أقصى حسب المتعارف عليه عالمياً، ما يقلل نسبة نجاح القسطرة. ونوهت الشعلان إلى أن بعض مرضى القلب يرفضون إجراء عمليات القسطرة نتيجة سيطرة الخوف على قراراتهم، حيال ما يجب فعله لعلاج مشكلاتهم الصحية في القلب، وعزت ردة فعلهم المرتكزة على الخوف، إلى الخلل في المفاهيم، والمعلومات المغلوطة التي يتداولها الناس عن القسطرة. وقالت الشعلان على هامش المؤتمر الدولي السابع لطب وجراحة القلب الذي اختتم أعماله الأسبوع الماضي في الدمام «إن استخدام كلمة عملية وتسمية القسطرة بها، أعطت مفهوما آخر لها؛ ما جعلها في أذهان العامة وكأنما لو كانت عملية جراحية، فيما تجرى عمليات القسطرة بلا جراحة، ولا تستغرق سوى عشرين دقيقة في المتوسط للقسطرة التشخيصية». وأوضحت الشعلان أن عملية القسطرة تنقسم إلى قسمين، الأولى تشخيصية، والثانية علاجية وتستخدم للمرضى الذين يحتاجون إلى زراعة أعضاء أوعملية صمام القلب أو لديهم أعراض الذبحة الصدرية، وهي عبارة عن قسطرة ضعيفة جداً تدخل من الشريان الفخذي، مع تخدير موضعي لحقن صبغة عن طريق القسطرة يوضح من خلال الأشعة التلفزيونية لتضييق الشرايين. وفي هذا النوع من القسطرة يكون المريض واعياً ومدركاً للعملية، وإذا كانت النتيجة إيجابية يحتاج المريض تدخلاً علاجياً، وهو النوع الثاني من القسطرة القلبية حيث توضع دعامات أو ينفخ بالون لتوسيع الشرايين الضيقة، وفي هذه الحالة فقط يعطى للمريض مهدئاً ويستطيع الطبيب خلال العملية شرح النتائج للمريض، ووقت العملية إذا كانت تشخيصية من ربع إلى نصف ساعة، أما العلاجية من ساعة إلى ساعتين فقط، وبعدها يتم نقل المريض إلى غرفة الإفاقة فيظل من ثلاث إلى ست ساعات، ويمنع خلالها من تحريك رجله التي تم استخدامها خلال العملية تلافيا لحدوث النزيف الداخلي. وبينت الشعلان أن مؤتمر طب القلب الذي انعقد مؤخرا بالدمام، استضاف واحداً من أهم أطباء القلب المتخصصين في عمليات القسطرة، هو رئيس وحدة القسطرة القلبية في مستشفى شانج جونج في تايوان الدكتور هو تشيونج جن، الذي عرض تجربة مستشفاه في عمليات القسطرة القلبية، التي تعد الأحدث على مستوى العالم، وسجل من خلالها تفوقاً نوعياً في عمليات القسطرة، فأحدث تغيرات جذرية في علاج أمراض القلب، وهي تقنية تجعل القسطرة تتم عن طريق اليد بدلاً من الطريقة الاعتيادية المستخدمة عالميا الآن، وهي القسطرة عن الفخذ، وأشارت الشعلان إلى أن الصينيين يعتبرون من أنجح الأطباء في عمليات القسطرة؛ نتيجة تحريم ديانة الغالبية منهم لإجراء عمليات جراحية في القلب، حيث يعتبر «شق الصدر» من المحرمات الكبرى.